اهمية القصة في حياة الطفل

زهره حبيب

تُعد القصة من أهم الوسائل التربوية والتعليمية التي تؤثر في تكوين شخصية الطفل وتنمية مهاراته منذ سنواته الأولى. فهي ليست مجرد وسيلة للتسلية، بل أداة فعّالة تُغرس من خلالها القيم وتُنمّى الخيال وتُعزّز اللغة.

 تنمية اللغة والمفردات

من خلال الاستماع إلى القصص، يكتسب الطفل كلمات جديدة ويطوّر مهاراته اللغوية بطريقة ممتعة. فالقصة تساعده على فهم تراكيب الجمل، و تعلم النطق الصحيح، مما يعزز ثقته بنفسه في التعبير عن أفكاره.

 تحفيز الخيال والإبداع

عندما يستمع الطفل إلى قصة مليئة بالشخصيات والأماكن والمغامرات، يبدأ عقله في تخيل الأحداث والتصورات، ما ينمي خياله الإبداعي وقدرته على التفكير خارج الصندوق.

 غرس القيم والمبادئ

اهمية القصص للااطفال

تلعب القصص دوراً مهماً في توصيل الرسائل الأخلاقية بطريقة غير مباشرة، مثل الصدق، التعاون، احترام الآخرين، والشجاعة. فهي تجعل الطفل يتعلّم من خلال المواقف، دون توجيه مباشر أو توبيخ.

تعزيز العلاقة بين الطفل والراوي

سواء كانت الأم، أو الأب، أو المعلم هو من يروي القصة، فإن لحظات سرد الحكاية تقوي الروابط العاطفية، وتُشعر الطفل بالحب والاهتمام. كما تخلق مساحة للنقاش وطرح الأسئلة، ما يعزز التواصل.

 توسيع مدارك الطفل ومعرفته

من خلال القصص، يتعرّف الطفل على ثقافات وشعوب مختلفة، وعلى مفاهيم علمية أو تاريخية بطريقة مبسطة، ما يوسع آفاقه ويشجعه على حب الاستكشاف والتعلم.

 مساعدة الطفل على فهم مشاعره

القصص التي تتناول مشاعر مثل الخوف، الغضب، الغيرة، أو الحزن، تساعد الطفل على التعرف على مشاعره والتعامل معها. كما تعطيه شعوراً بأنه ليس وحده، وأن ما يمر به طبيعي ويمكن تجاوزه.

اهمية القصة في حياة الطفل

 أفكار لقصص مناسبة لكل مرحلة عمرية من مراحل الطفولة

 تساعد القصص المناسبة للمراحل العمرية المختلفة في تنمية مهارات الطفل وتلائم مستوى فهمه واهتماماته فمثلاً:

 من عمر 1 إلى 3 سنوات (مرحلة الرضع وصغار الأطفال)

 يحب الطفل الصور الكبيرة والألوان الزاهية، ويبدأ في التعرف على الأصوات والكلمات.


أفكار القصص:

قصص تحتوي على حيوانات وأصواتها.
قصص تعتمد على التكرار مثل: “أين ذهب الأرنب؟”
قصص قصيرة جداً بصور واقعية أو كرتونية عن العائلة أو الطعام أو النوم.
كتب قماشية أو كرتونية يمكن لمسها واللعب بها.

 من عمر 4 إلى 6 سنوات (ما قبل المدرسة)

يبدأ الطفل في تكوين جمل كاملة وفهم المشاعر والمواقف البسيطة.


أفكار القصص:

قصص فيها شخصيات بسيطة تواجه مواقف يومية.
قصص تحتوي على قيمة أخلاقية مثل الصدق أو المشاركة.
قصص خيالية قصيرة فيها مغامرات آمنة.
قصص تعلم الحروف أو الأرقام بطريقة ممتعة.

 من عمر 7 إلى 9 سنوات (المرحلة الابتدائية المبكرة)

 يبدأ الطفل في حب المغامرات والحكايات الطويلة بعض الشيء، ويستطيع فهم القصة وتسلسل الأحداث.

اهمية القصة في حياة الطفل


أفكار القصص:

قصص عن الصداقة والتعاون.
قصص خيالية فيها أبطال أو مخلوقات غريبة.
قصص مشوقة عن بلدان وثقافات مختلفة.
قصص تعليمية تمزج العلم بالمغامرة.

 من عمر 10 إلى 12 سنة (المرحلة الابتدائية المتقدمة)

 تزداد قدرة الطفل على التفكير النقدي والتفاعل مع القضايا الاجتماعية أو النفسية.
أفكار القصص:

قصص بوليسية أو فيها لغز يجب حله.
قصص عن التحدي وتحقيق الأهداف.
قصص تعالج مشاعر مثل الغيرة أو الخوف أو الحزن.
قصص عن شخصيات حقيقية أو تاريخية ولكن بطريقة مشوقة.

اهمية القصة في حياة الطفل



اقرأ ايضا: تعليم الطفل في عمر السنتين

 نصائح عند اختيار القصة

تأكّد من أن القصة مناسبة لعمر الطفل من حيث المفردات وطول النص.

ابحث عن قصص مصوّرة للأطفال الأصغر، وقصص فيها فصول للأطفال الأكبر.

شارك الطفل في اختيار القصة ليشعر بالحماس والرغبة في الاستماع أو القراءة.

طريقة جذابة لقراءة قصص الاطفال

قراءة القصص للأطفال ليست مجرد سرد كلمات، بل هي فن تواصلي وعاطفي يجعل الطفل يعيش في عالم القصة ويتعلّق بها، ويفهم ما تحمله من مشاعر وقيم. إليك طريقة فعّالة وجذابة لقراءة القصص للأطفال:

 اختر القصة المناسبة لعمر الطفل

اجعل القصة قصيرة وسهلة الفهم للصغار.
اختر قصصاً تحمل قيمة أو فكرة مفيدة.
احرص أن تكون الرسوم ملونة وجذابة للأطفال الصغار.

 استخدم تعبيرات الوجه والصوت

غيّر نبرة صوتك بحسب الشخصية (صوت الفأر، صوت الاسد، صوت الأم…).
عبّر بوجهك عن الحزن، الفرح، الدهشة، الخوف… ليستوعب الطفل المشاعر.
هذا يُساعد الطفل على الاندماج ويجعل القراءة أكثر متعة.

تواصل بصرياً مع الطفل

انظر في عينيه بين الحين والآخر لتشعره أنك تحكي له هو.
إذا كنت تقرأ لمجموعة أطفال، وزّع نظراتك عليهم جميعاً.

 اشرح الكلمات الصعبة ببساطة

إذا ظهرت كلمة جديدة أو غريبة، توقف قليلاً وفسّرها بلغة الطفل.
يمكنك التمثيل أو الإشارة لشيء حولك لتوضيح المعنى.

اطرح أسئلة أثناء القصة وبعدها

مثل: “ماذا تتوقع أن يحدث الآن؟”، “هل تحب شخصية الأرنب؟”، “لماذا كان الأسد غاضباً؟”
الأسئلة تشجّع الطفل على التفكير والتحليل والتفاعل.

اجعل القصة لحظة حميمية وممتعة

اجعل وقت القصة جزءاً من روتين النوم أو الراحة.
ضمّ الطفل إليك أو اجلس معه في مكان هادئ ودافئ.
لا تتسرّع في القراءة، استمتع أنت أيضاً!

 بعد القصة… ناقش أو ارسم

اسأل الطفل ماذا أحب في القصة.
شجّعه على رسم شخصية أو مشهد منها.
أو اطلب منه أن يعيد سرد القصة بطريقته.


اقرأ ايضا: الكلمات السحرية في تربية الاطفال

 مثال صغير:

بدل أن تقول: “كان هناك أسد يعيش في الغابة”
قل: “كااااان هناك أَسَــدٌ ضَخْمٌ… يعيش في غابة كبيـــرة مليئة بالأشجار العالية… هل تتخيلها؟!”

اهمية القصة في حياة الطفل

وختاماًإليك جلسة قصة متكاملة لطفل عمره 4 سنوات، تحمل قيمة الصدق، و بأسلوب بسيط وجذاب مع أسئلة للتفاعل ونشاط فني ممتع في النهاية:

 عنوان القصة: “سامي لا يكذب أبداً”

في يومٍ جميل، كان سامي يلعب في غرفة الجلوس ومعه دميته المفضلة “بندق”.

ركض وقفز وضحك… ثم فجأة، سقط كوب العصير على الأرض وانكسر!

سمعت ماما الصوت وجاءت مسرعة، وسألت:

“من كسر الكوب يا سامي؟”

فكّر سامي قليلاً… وخاف أن تغضب ماما، فقال:

“ليس أنا… يمكن بندق هو الذي كسره!”

نظرت ماما إلى بندق، ثم ابتسمت وقالت:

“بندق دمية يا سامي، لا يقدر أن يتحرك.”

سكت سامي… ثم قال بصوت خافت:

“أنا الذي كسرته… آسف يا ماما، لم كنت أقصد.”

حضنته ماما وقالت:

“أنا فخورة بك لأنك قلت الحقيقة، حتى لو كنت خائف. الصدق شجاعة.”

ضحك سامي، وقال لبندق:

“من اليوم، لن نكذب أبداً، صح يا بندق؟”

 أسئلة بعد القصة:
  1. من كسر الكوب؟
  2. هل قال سامي الحقيقة في البداية؟
  3. لماذا فرحت ماما في النهاية؟
  4. ماذا يعني أن نكون صادقين؟
  5. هل سبق وقلت الحقيقة حتى لو كنت خائفاً؟
 نشاط فني ممتع:
 اصنع مع طفلك “وسام الصدق”

استخدم ورقة دائرية أو قصها بشكل نجمة.
اكتب عليها: “أنا طفل صادق” مع اسم الطفل.
دع الطفل يلونها ويزينها بالملصقات أو الألوان.
ثم علق الوسام في غرفته كتشجيع دائم على الصدق.

نصيحة للراوي أو قارئ القصة:

غيّر نبرة صوتك لسامي وللأم ولبندق.
استخدم دمية صغيرة أو أرنب قماشي لتمثيل الشخصية.
حضن الطفل عند نهاية القصة لتوصيل شعور الأمان والقبول رغم الخطأ.

في الختام، يمكن القول إن القصة هي غذاء للعقل والروح في عالم الطفل، وهي وسيلة تفتح له الأبواب نحو فهم الحياة واكتساب المهارات بطريقة محببة. لذا، من المهم أن نحرص على اختيار قصص مناسبة لعمر الطفل واحتياجاته، ونمنحه وقتاً يوميًا للاستمتاع بعالم الحكايات الساحر.

Zhora & Asoma

يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا

تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *