هيا لنعرف أمنية الوردة الحمراء، والتي كانت مجرد بذرة في كيس البذور، إلى أن قرر العم سعيد البستاني زراعة بعض الورود في الحديقة لتضفي على المكان المزيد من الجمالا والبهجة قبل قدوم الربيع.
العم سعيد يزرع بذور الورد
جهز العم سعيد أحواضا منفصلة لكل نوع من الورود.
زرع في الحوض الأول بذور الورد الأبيض وفي الحوض الثاني بذور الورد الأصفراء، أما الحوض الثالث فوضع فيه بذور الورد الأحمر.
مع قدوم الربيع نمت البراعم و ظهرت الأوراق وبدأت الورود الصغيرة تكبر، وتشب إلى أن أصبحت ورود يانعة تتفتح في الصباح مع ضوء الشمس وتنشر عبيرها في الحديقة ثم تجفل في وقت المساء.
نشيد الورود وأمنية الوردة الحمراء

مع نسمات الربيع الصباحية كانت الورود تتمايل وينشدن سويا في تناغم:
أقبلن يا نحلات…. هلموا يا فراشات.
لدينا الرحيق….بألذ النكهات.
نتفتح كل يوم….ونقف في ثبات.
نزين الحديقة….في كل الأوقات.
كانت الوردات تتلهف قدوم الصباح وخاصة الوردة الحمراء، التي كان تستمع لحديث النحلات والفراشات،
وتستقبلهن كل صباح بترحاب وتعطيهن الرحيق وتودعهن في المساء وتتمنى لهن أطيب الأمنيات.
أمنية الوردة الحمراء وشجرة التفاح

تمنت الوردة الحمراء لو أن لها أجنحة لكي تتمكن من الطيران ومشاهدة الحديقة من أعلى.
في أحد الأيام همست شجرة التفاح وقالت: كلها أيام وتنضج ثماري ويستمتع بطعمها زوار الحديقة.
ما أسعد حالي! عندما أرى الأطفال يقبلوا نحوي ويقطفوا ثماري وقتها أشعر بالإنجاز،
أتمنى أن تنضج ثماري بسرعة.
ردت عليها الوردة الحمراء: وقالت أتمنى أن أحصل على أجنحة بدلا من هذا الثبات.
هل من الممكن أن تنمو للوردة أقدام؟
تعجبت الورود من أمنية الوردة الحمراء وكذلك شجرة التفاح، التي خاطبتها قائلة: أنت وردة جميلة ولا يعيبك أبدا أنك ثابتة، تخيلي لو أن لورود أقدام،
ربما أرادت أن تنتقل وتمتع بمنظرها القليلين من الأشخاص، ثباتك له حكمة وغاية فتقبلي ما أنت عليه بنفس راضية،
تنهدت الوردة الحمراء وقالت: لكني أود أن أرى الحديقة كلها.
يمكنكم معرفة سبب كره هشام للمدرسة: من خلال قراءة قصة هشام يكره المدرسة
شجرة التفاح تصف الحديقة الواسعة
ضحكت شجرة التفاح وقالت: سوف أصف لك الحديقة بكل ما فيها، لقد تمت زراعتي فيها منذ سنوات طويلة وامتدت فروعي ونمت وأصبحت أرى كل المكان.
صاحت باقي الورود: ارفعي صوتك لكي نستمع إلى وصفك للحديقة، واذكري كل ما فيها وكوني دقيقة.
قالت شجرة التفاح بحفيف مرتفع: الحديقة لها سور معدني مزخرف وهو مرتفع قليلا.
بسرعة سألتها الوردة الحمراء: ما لون السور؟
أجابت شجرة التفاح: لون السور أخضر غامق تماما مثل أوراقي الجميلة.
تابعت شجرة التفاح وصفها وقالت في منتصف الحديقة توجد أحواض الورود التي تقمن فيها،
في اليمين توجد أرجوحة حمراء مثل لونك تماما أيتها الوردة الحمراء، وبجوارها زحلوقة زرقاء اللون.
شجرة التفاح تقوم بدور المعلق
فرحت الورود بوصف شجرة التفاح وسألتها الوردة الصفراء: وماذا يوجد في يسار الحديقة؟
أجابت شجرة التفاح: هناك عربة لبيع المثلجات لونها أصفر وفي أعلاها مخروط مثلجات عليه كرات بألوان متعددة.
سألت أحدى الوردات البيضاء: وماذا في آخر الممشى الذي يجاور أحواضنا؟
أجابت شجرة التفاح: يؤدي لممشى أوسع وأكبر وتحفه أشجار النخيل.
في المساء أجفلت الوردة الحمراء أوراقها وأخذت تتخيل وتحلم بكل ما وصفته شجرة التفاح.
تمنت الوردة الحمراء لو أن بإمكانها أن تتنقل في الحقيقة بدلا من الأحلام، لكنها تذكرت أنها لا تملك أجنحة ولا أقدام.
عروض السيرك وأمنية الوردة الحمراء

في الصباح شاهدت شجرة التفاح ملصقات في الطريق المؤدي إلى الحديقة، لاحظت الشجرة زحاما بالقرب من منفذ بيع التذاكر ، لاحقا علمت أن الحديقة ستستضيف السيرك خلال أيام العطلة.
أخبرت شجرة التفاح الوردة الحمراء، فسألتها عن معنى السيرك؟
أجابتها شجرة التفاح: السيرك عرض ترفيهي يحبه الصغار والكبار، وهو يقدم عروض حركات الأكروبات وعروض الحيوانات، التي تقفز من خلال الأطواق، كذلك توجد فقرة الساحر وفقرة المهرجين.
هتفت الوردة البيضاء: أود رؤية حركات الأكروبات المدهشة.
أما الورد الصفراء فتحمست لفقرة المهرج،
لكن ما جذب انتباه الوردة الحمراء هو قدوم الساحر، إذ أن طفلة صغيرة قرأت بالقرب من حوض الورود قصة السندريلا.
وعلمت الوردة الحمراء من أحداث القصة، أن الساحرة تفعل الأعاجيب وساعدت السندريلا وحولت اليقطين إلى عربة فخمة والفأر إلى حصان.
الوردة الحمراء تتمنى مقابلة الساحر

تمنت الوردة الحمراء أن تقابل الساحر وتطلب منه أن يحولها لفراشة لمدة يوم واحد حتى تشعر بالحرية.
عندما نصب أعضاء السيرك الخيمة الكبيرة، تحمست الوردة كثيرا.
وصفت شجرة التفاح فقرات السيرك وما يفعله اللاعبون والساحر ومدرب الحيوانات بكل دقة.
ضحكت جميع الوردات على المهرج، لأن زيه بدا مضحكا للغاية، كذلك تعجبن من قدرة الساحر على إخفاء الأرنب في قبعته.
هل ينفذ الساحر أمنية الوردة الحمراء؟

لاحقا خرج الساحر ليحصل على قسط من الراحة والاستمتاع بجمال الحديقة ومشاهدة الزهور، نادته الوردة الحمراء: سيدي الساحر سيدي الساحر!
تلفت الساحر وهو يبحث عن مصدر الصوت فإذا هو قادم من ناحية الورد فتقدم قليلا فنادته الوردة: أنا هنا أمامك، صباح الخير.
ابتسم الساحر وقال لها: صباح الخير ما أجملك أيتها الوردة الحمراء، هل أستطيع مساعدتك؟
الوردة الحمراء تريد أجنحة أو أقدام
أجابت الوردة الحمراء: أريد أن أحصل على أقدام أو أجنحة.
لم يسألها الساحر عن السبب، فلقد أدرك أن الوردة الحمراء تريد أن تتحرك من مكانها، شعر الساحر بالأسف حيالها.
أعتذر الساحر قائلا: للأسف الشديد لا أستطيع تحقيق أمنيتك.
ردت الوردة الحمراء بإحباط: لماذا أنت تقدر على فعل الحركات السحرية وتخفي الأرنب في قبعتك، أليس كذلك؟
أجابها الساحر: نعم أفعل هذا، ولكنها حركات خفة ومهارات تعلمتها، لكن لا أقدر أن أغير طبيعة المخلوقات، ما أقوم به هو حركات سريعة فقط، كنت أود أن أساعدك ولكن هذا يفوق قدراتي.
شكرت الوردة الحمراء الساحر ولكنها لم تفقد الأمل.
أمنية الوردة الحمراء تتحقق

وفي صباح أحد الأيام مر العم سعيد على الأحواض ولاحظ تكدسها بالورود بعد أن أزهرت، فقرر أن ينقل بعض الورود من أماكنها.
بالفعل أحضر مجموعة من الأصص ونقل الوردة الحمراء بحذر لئلا يتضرر جذرها ومعها بعض الوردات.
بعد ذلك قام بحمل أصيص الورد الأحمر وأخذ يتجول في الحديقة ليختار المكان المناسب ووضعه في النهاية بجوار الباب لتزيين مدخل الحديقة.
فرحت الوردة الحمراء كثيرا بهذه الجولة وشعرت بالفعل بأن لها أجنحة مثل الفراشة،
لكنها شعرت بالامتنان لكونها ثابتة في أصيص وأدركت أن كثرة التنقل لا يلائم أوراقها اللطيفة.
وردتنا الحمراء في أجمل مكان

نمت الوردة الحمراء و تفرعت أغصانها وصارت شجرة كبيرة مليئة بالورود، أصبحت شجرة الورد الأحمر ترى الحديقة كلها و كل صباح تستقبل الأطفال على الباب،
تنشر عطرها المميز وتشاهد الحماس عند دخول الأطفال وسعادتهم بعد انتهاء رحلتهم في الحديقة.
في الختام
أصدقائي بعض الأمنيات وإن بدت صعبة إلا أنها ليست مستحيلة، طموحكم بلا شك يكسر كل مستحيل. تستطيعون بصبركم ومحاولاتكم تحقيق ما تريدون.
دمتم بكل ود.
أسماء خشبة
يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا
تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا
قصة جميلة والصور اكثر من رائعة
شكرا جزيلا لك مبدعتنا زهرة