زهرة حبيب

الأرنب الذكي والأسد الجائع

في غابةٍ بعيدة مليئة بالأشجار العالية والزهور الملونة، كان الأسد “رعد” يُعرف بأنه ملك الغابة. لكنه كان معروفاً أيضاً بغضبه الشديد وشهيته الكبيرة.

 كان الأسد رعد جائعاً جداً، ولكن لم يستطع العثور على طعامٍ منذ أيام. 

 وذات يوم، بينما كان الأسد يتجول بحثاً عن طعام، شعر بجوع شديد لدرجة أن معدته كانت تصدر أصواتاً غاضبة.

وبينما كان يتجول في الغابة، فجأةً لمح أرنباً صغيراً يقفز بين الأشجار.

 لمح الأسد رعد الأرنب الصغير “نُبيل” وهو يقفز بين الشجيرات بحثاً عن الجزر. كانت أذناه الطويلتان تهتزّان بينما كان يقفز، مما جعله يبدو لذيذاً جداً للأسد الجائع.

الاسد الجائع

الأسد يريد أكل الأرنب

ابتسم الأسد قائلاً:
“هذا الأرنب سيكون وجبتي اليوم!”

ثم صاح بصوتٍ عالٍ جعل الغابة تهتز:
“أخيييراً! وجبة سهلة!”

وقف الأرنب في مكانه عندما رأى الأسد يقترب منه بخطوات ثقيلة. لكنه لم يفقد شجاعته. بل فكر بسرعة وقال لنفسه:
“القوة وحدها لا تكفي. سأستخدم ذكائي للتخلص من هذا الخطر!”

 تذكر الأرنب أن هناك بئر ماء عميقة في الغابة، وأن انعكاس الأشياء في الماء قد يخدع أي شخص ينظر إليه. عندها، خطرت له فكرة ذكية.

“إذا أقنعت الأسد بوجود خصم آخر، فسيكون غروره هو من يوقعه في الفخ!”

 الأرنب نبيل كان ذكياً وسريعاً. رأى الأسد يقترب منه وقال بهدوء:
“يا جلالة الملك، هل يمكن أن أقول شيئاً قبل أن تأكلني؟”

رد الأسد بصوت عالٍ:
“تكلم بسرعة، أنا جائع جداً!”

أزداد اقتراب الأسد، فقال الأرنب بصوت مرتعش ولكن واثق:
“يا ملك الغابة العظيم، أريد أن أحذرك.”

توقف الأسد وسأل بصوت مستغرب:
“تحذرني؟ ممن؟”

الأرنب خدع الأسد

الاسد يقع في الفخ
الاسد يقع في الفخ

رد الأرنب بسرعة:
“هناك أسد آخر في هذه الغابة، وهو يدّعي أنه أقوى منك. لقد أكل الكثير من أفراد عائلتي وقال إنه هو الملك الحقيقي!”

غضب الأسد “رعد” وقال بزئيرٍ عالٍ:
“ملك آخر؟ أين هو؟ سأريه من هو الملك الحقيقي!”

ابتسم الأرنب بخبث وأشار قائلاً:
“إنه يختبئ في بئر الماء القديمة بالقرب من النهر.”

فتح الأسد عينيه بدهشة وقال:
“أرني هذا البئر فوراً!”

أسرع الأسد خلف الأرنب الصغير، وكان الأرنب يقفز بسرعة متعمداً أن يتظاهر بالخوف ليزيد من ثقة الأسد بأنه على وشك الفوز.

 وعندما وصلا إلى البئر، توقف الأرنب وقال:
“يا جلالة الملك، انظر بنفسك إلى هذا المتكبر!”

قاد الأرنب الذكي الأسد إلى بئر ماء عميقة. وعندما وصلوا، واصل الأرنب كلامه قائلاً:
“انظر يا ملك الغابة، الأسد الكبير يختبئ في الأسفل!”

نظر الأسد إلى داخل البئر، فرأى انعكاس صورته في الماء. ظن الأسد أن هذا انعكاس  أسد آخر. غضب الأسد وأطلق زئيراً عالياً. لكن الصوت تردد من البئر، فاعتقد الأسد أن الأسد الآخر يتحداه.

الاسد وقع في البئر

 أطلق الأسد زئيراً قوياً، فاهتز الماء داخل البئر وعاد صدى الصوت بشكل أعلى.

 شعر الأسد أن “الأسد الآخر” يتحداه بنفس القوة.

قال بغضب:
“كيف تجرؤ على تحدي ملك الغابة؟ سأقضي عليك الآن!”

اقرأ ايضا: قصة العنزات الثلاث والذئب الشرير

الأسد يقع في الفخ

وفي لحظة غضب، قفز الأسد داخل البئر لينهي الاسد. ولكن للأسف، وجد نفسه يغرق في الماء العميق.

 حاول الخروج، لكنه لم يتمكن من ذلك.

وقف الأرنب نُبيل بجانب البئر وقال بصوت مرتفع:
“يا ملك الغابة، القوة ليست كل شيء. الذكاء يمكنه أن يهزم الغرور والغضب!”

اجتمع الحيوانات بالقرب من البئر، وكانوا يتهامسون فيما بينهم. البعض شعر بالشفقة وقال:
“صحيح أن الأسد كان قاسياً، لكنه الآن ضعيف وبحاجة إلينا. ربما إذا ساعدناه، سيتغير ويصبح أكثر رحمة!”

حيوانات الغابة

لكن آخرين قالوا:
“لقد كان يهاجمنا دائماً، ولم يفكر يوماً بمساعدتنا. لماذا علينا أن نخاطر بحياتنا لإنقاذه؟”

 الأرنب الذكي “نُبيل” بعد أن سمع الجدل حول إنقاذ الأسد قال الأرنب بحكمة:


“نحن لا نقدم المساعدة لأننا نريد شيئاً في المقابل، بل لأننا نؤمن بالرحمة والتعاون. إذا انقذناه، ربما يتعلم درساً ويتغير للأفضل.”

قررت الحيوانات أخيراً أن تحاول إنقاذ الأسد، لكن بحذر شديد. 

استخدموا الحبال و الأغصان الطويلة ليرموها داخل البئر. 

صرخ الأرنب للأسد:
“يا ملك الغابة، أمسك بالحبل و سنساعدك!”

الأسد الذي كان قد بدأ يفقد الأمل، شعر بالمفاجأة عندما رأى أن الحيوانات التي كان يخيفها ويحكمها بالقوة تحاول مساعدته. تساءل في داخله:


“لماذا يساعدونني؟ لقد كنت دائماً أؤذيهم!”

اقرأ ايضا: مغامرة نور وهادي في عالم الفضاء

حيوانات الغابة تنقذ الأسد

بكل ما تبقى لديه من قوة، أمسك الأسد بالحبل، وبدأت الحيوانات تسحبه معاً. كان العمل شاقاً جداً، لكن الحيوانات تعاونت وساعدت بعضها البعض حتى استطاعوا أخيراً إخراج الأسد من البئر.

عندما خرج الأسد، كان مبللاً ومتعباً للغاية، لكنه نظر إلى الحيوانات وقال بخجل:


“لم أتوقع أن تساعدوني بعد كل ما فعلته. لقد كنت أظن أن القوة وحدها هي ما يجعلني ملكاً. لكنكم أثبتم لي اليوم أن الرحمة والتعاون هما ما يجعل الغابة أقوى.”.

النهاية السعيدة

النهاية السعيدة

منذ ذلك اليوم، تغيّر الأسد “رعد”. أصبح أكثر لطفاً وعدلاً مع الحيوانات، وبدأ يحمي الغابة بدلًا من اخافتها. 

أما الحيوانات، فتعلّمت أن الخير يمكن أن يغيّر حتى أقسى القلوب.

يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا

تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *