زهرة حبيب
مغامرة نور وهادي في عالم الفضاء
في إحدى الليالي الصافية، جلست “نور” الصغيرة مع أخيها “هادي” على سطح المنزل، يتأملان السماء المليئة بالنجوم. سألت نور بحماس:
“يا هادي، ما هذه الأضواء التي تلمع في السماء؟ وهل الكواكب مثل النجوم؟”
ابتسم هادي وقال:
“تعالي معي يا نور، سأخبرك عن الكواكب والنجوم، ولكن بطريقة مختلفة…سأخذك برحلة خيالية إلى الفضاء!”
أغمضي عينيكِ وتخيّلي أننا نمتلك سفينة فضائية.
بالفعل اغلقت نور عينيها وبدأ هادي يحدثها: نحن الآن داخل السفينة الفضائية، في الفضاء المظلم الواسع. انظري يانور ظهرت أمامنا كوكبة كبيرة من النجوم اللامعة، وصوت ودود يقول:
“مرحباً، أنا نجم اسمي لؤلؤ. أعيش هنا في السماء مع ملايين النجوم الأخرى. نحن كرات ضخمة من الغاز الملتهب، ونرسل الضوء والحرارة إلى الفضاء.”
تعجّبت نور وقالت:
“واو! هل كل النجوم مثل الشمس؟”
ضحك لؤلؤ وقال:
“بالضبط يا نور، شمسكم هي أيضاً نجم، لكنها أقرب إلى الأرض، لذا تبدو كبيرة ومشرقة.”
تابعت السفينة رحلتها، حتى اقتربت من كوكب عملاق. قال هادي:
“انظري يا نور، هذا كوكب المشتري!”
ظهر كائن صغير مبتسم وقال:
“أنا رعد، وأعيش على المشتري. نحن الكواكب لا نضيء مثل النجوم، بل نعكس ضوء الشمس. ونحن صلبة أو غازية، ونحب الدوران حول نجومنا.”
سألت نور بحيرة:
“هل لكل الكواكب نجوم مثل شمسنا؟”

أجاب رعد:
“بالطبع، كل كوكب يدور حول نجم خاص به، وهذا النجم يُسمى الشمس للكواكب المحيطة به.”
بينما استمرّا في رحلتهما، شاهدا حلقات جميلة حول كوكب آخر. قال هادي:
“هذا زحل! أليس رائعاً؟”
اقتربت السفينة من زحل، وظهر كائن جديد اسمه حلقة. قال بحماس:
“مرحباً! هذه الحلقات هي قطع صغيرة من الجليد والصخور، نرقص حول زحل في تناغم جميل.”
ثم سألت نور الصغيرة أخاها هادي:
“يا هادي، من أين تأتي النجوم؟ كيف وُلدت؟”
ابتسم هادي وقال:
“تعالي يا نور، سأخذك في مغامرة جديدة لنعرف أصل النجوم!”
تخيلي يا اختي، سحابة ضخمة من الغاز والغبار تتراقص في الفضاء.
اقرأ ايضا: طريقة تنظيم النوم لطفل حديث الولادة
و قال بصوت عميق وودود:
“مرحباً! أنا سديم. أنا المكان الذي تولد فيه النجوم.”
تعجّبت نور وسألت:
“سديم؟ كيف يمكن لسحابة أن تصنع النجوم؟”
ضحك السديم وقال:
“الأمر بسيط يا نور. عندما تتجمع أجزاء مني بسبب الجاذبية، تبدأ درجة الحرارة بالارتفاع شيئاً فشيئاً في المركز. وعندما تصبح الحرارة شديدة جداً، يبدأ نجم صغير بالتكوّن! هذا هو مولد النجوم.”
سألت نور بحماس:
“هل يعني هذا أن النجوم تولد مثل الأطفال؟”
أجاب السديم بلطف:
“بالضبط! نحن السُدم نرعى النجوم الصغيرة حتى تنضج وتصبح كبيرة ومضيئة.”
تابعت السفينة رحلتها حتى وصلتا إلى نجم صغير لامع، كان يتوهج بخفة. قال النجم:
“مرحباً، أنا شعاع! لقد وُلدت منذ فترة قصيرة جداً، وأحاول أن أكبر لأصبح مثل شمسكم.”
قال هادي:
“إذن يا نور، النجوم تبدأ حياتها صغيرة، ثم تنمو مع الوقت بفضل الطاقة الهائلة التي تولدها.”

سألت نور بفضول:
“لكن ماذا يحدث للنجوم عندما تكبر وتصبح عجوزة؟”
ظهرت نجمة عملاقة، ذات ضوء خافت قليلاً، وقالت:
“أنا نجم عجوز، وها أنا أنهي حياتي. بعض النجوم الصغيرة تتحول إلى كرات صغيرة تُدعى الأقزام البيضاء، أما النجوم الضخمة فتتحول إلى انفجارات عملاقة تُسمى السوبرنوفا. أحياناً، نترك خلفنا ثقوباً سوداء.”
صاحت نور بدهشة:
“ثقوب سوداء! هذا مخيف!”

ضحك هادي وقال:
“لا تخافي يا نور. الثقوب السوداء هي جزء من دورة حياة النجوم، وهي تساعد الكون على البقاء متوازناً.”
فردت نور منبهرة: سبحان الله الخلاق العظيم، كل هذا الخلق من كواكب ونجوم من صنع ربنا.
ربت هادي على ظهر نور قائلاً: احسنت، هل رأيت ما اجمل صنع الله. سبحان الله.
انتهت المغامرة وفتح نور وهادي اعينهما.
وكانت نور تفكر بعمق. قالت:
“النجوم مذهلة! إنها تولد، تنمو، وتعيش مثلنا تماماً. سأخبر أصدقائي عن هذه الرحلة الرائعة!”ضحك هادي وقال:
“العلم مليء بالقصص الجميلة يا نور. كلما تعلمنا، زاد شغفنا بمعرفة المزيد.”
يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا
تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا