زهره حبيب
قصة رسائل من المجهول/ في صباح مشمس، ذهب سامي مع والدته إلى السوق لشراء بعض الحاجيات. كان السوق مزدحماً، والبائعين ينادون بصوت عالٍ:
“تفاح طازج! كيلو بسعر رائع!”
“خضار طازجة، تعالوا جرّبوا!”

سامي والهاتف المجهول
سار سامي بجوار والدته وهو ينظر إلى الألوان الجميلة للخضار والفواكه. لكنه فجأة توقف، فقد لمح شيئاً يلمع على الأرض. انحنى والتقطه… لقد كان هاتفاً محمولاً!
نظر سامي حوله، لكنه لم يجد أحداً يبحث عنه. أمسك الهاتف بيده وهو يقول بحماس:
“أمي! وجدت هاتفاً!”
نظرت والدته إليه وقالت بابتسامة:
“لا بد أن أحدهم قد أضاعه. سنسأل الناس عنه بعد أن ننهي التسوق.”

رسائل مجهولة من الهاتف
وافق سامي، لكنه فجأة شعر بالهاتف يهتز بين يديه. نظر إلى الشاشة فوجد رسالة غامضة:
“احذر! هناك كارثة وشيكة! يجب أن تتحرك بسرعة!”
اتسعت عينا سامي دهشة، ونظر حوله، ثم قال لوالدته بصوت منخفض:
“أمي، هناك رسالة غريبة على الهاتف!”
ضحكت والدته وقالت:
“ربما مجرد إعلان أو رسالة خاطئة، لا تقلق.”
لكن الهاتف اهتز مجدداً، وظهرت رسالة أخرى:
“السوق في خطر! يجب أن تحذر الجميع!”

شعر سامي بقلبه يخفق بسرعة. هل هذه مجرد مزحة؟ أم أن هناك خطراً حقيقياً؟
التفت إلى بائع الخضار القريب وسأله:
“عمي، هل رأيت أحداً يبحث عن هاتف؟”
هزّ الرجل رأسه وقال:
“لا يا بني، لكن يبدو أنك وجدت شيئاً مهماً!”
اقرأ ايضا: قصة ماجد المغامر الصغير في زمن الفراعنة
الخطر القادم
وفجأة، سمع سامي صوت ضجيج قوي، ونظر نحو مدخل السوق.
كانت هناك شاحنة كبيرة محملة بالصناديق، لكن السائق لم يكن في مقعده، وكانت الشاحنة تتحرك بسرعة نحو السوق!
“أمي! انظري!” صرخ سامي وهو يشير نحو الشاحنة.

حدّقت والدته برعب، وقالت:
“يا إلهي! يجب أن نحذر الناس!”
أمسك سامي الهاتف بقوة، ثم ركض نحو أقرب بائع:
“عمي، الشاحنة تتحرك وحدها! أخبر الجميع أن يبتعدوا!”
قصة رسائل من المجهول/ سامي والموقف البطولي
نظر البائع نحو الشاحنة واتسعت عيناه، ثم صاح بأعلى صوته:
“ابتعدوا! هناك شاحنة خارجة عن السيطرة!”
سمع الناس الصراخ، وبدأوا بالابتعاد بسرعة. اصطدمت الشاحنة ببعض الصناديق، لكن لحسن الحظ، لم يصب أحد بأذى.
وقف سامي يلهث، وهو يشعر بمزيج من الخوف والفخر. نظر إلى الهاتف فوجد رسالة جديدة:
“أحسنت يا سامي! كنت شجاعاً!”
تمتم سامي بدهشة:
“من أنت؟ كيف عرفت اسمي؟”
لكن فجأة… انطفأ الهاتف. حاول سامي تشغيله مجدداً، لكنه لم يستجب. وكأنه اختفى من تلقاء نفسه!
نظرت إليه والدته وقالت مبتسمة:
“أظن أن هذا الهاتف ظهر لك فقط ليختبر شجاعتك.”
ضحك البائع الذي كان يقف بجانبه وقال:
“يبدو أنك بطل السوق اليوم، يا سامي!”
اقرأ ايضا: قصة لغز الاسئلة المسروقة
قصة رسائل من المجهول/ الشرطة في مكان الحادث

قبل أن يتمكن سامي من استيعاب ما حدث، وصلت الشرطة إلى المكان وبدأت في التحقيق.
تقدم سامي نحو أحد الضباط وقال:
“سيدي، وجدت هذا الهاتف في السوق، وكان يرسل لي رسائل تحذرني من الكارثة!”
أخذ الضابط الهاتف منه، وحاول تشغيله لكنه لم يعمل.
ثم نظر إلى الشاحنة وقال:
“عجيب جداً! تلقينا بلاغاً بأن أحدهم قام بتعطيل مكابح الشاحنة عمداً!”
اتسعت عينا سامي، وسأل بفضول:
“إذن… لم يكن هذا حادثاً؟”
هزّ الضابط رأسه وقال:
“نعم، يبدو أن هناك من حاول التسبب في كارثة، لكنك أنقذت الموقف يا بطل!”
قصة رسائل من المجهول/ العثور على الجاني
وبعد تحقيق سريع، تمكنت الشرطة من العثور على الجاني عبر كاميرات المراقبة، وتبين أنه شخص كان يحاول خلق فوضى في السوق لينشغل البائعين ويقوم هو بالسرقة.

تم القبض عليه، وأشاد الجميع بشجاعة سامي، حتى أن الضابط قال له مبتسماً:
“لو أردت أن تصبح محققاً في المستقبل، فأعتقد أنك ستكون رائعاً في هذا المجال!”
ضحك سامي وقال بفخر:
“ربما! من يدري؟”
ثم عاد سامي إلى والدته، وهو يشعر بالسعادة لأنه لم يتجاهل الرسائل، وأن شجاعته ساعدت في كشف الحقيقة. ومنذ ذلك اليوم، أدرك أن الأبطال لا يحتاجون إلى قوة خارقة… فقط قلب شجاع وعقل يقظ.
ابتسم سامي بفخر، وعرف أنه حتى لو لم يفهم ما حدث بالضبط، فإن الأهم هو أنه تصرف بشجاعة لحماية الجميع. وصار يصدق أن الشجاعة يمكن أن تأتي بأغرب الطرق… حتى عبر رسالة غامضة في هاتف مجهول!
النهاية
العبرة من القصة:
- الشجاعة في مواجهة المواقف الصعبة – أحيانًا نجد أنفسنا في مواقف غير متوقعة، لكن التحلي بالشجاعة واتخاذ القرار الصحيح يمكن أن ينقذ الموقف.
- الذكاء والانتباه – لم يتجاهل سامي الرسائل على الهاتف، علاوة على ذلك فكر فيها وربطها بالواقع، مما ساعده على إدراك الخطر قبل وقوعه.
- أن الأبطال الحقيقيين ليسوا فقط في القصص الخيالية بالاضافة الى ذلك يمكن للأطفال، أن يكونوا أبطالًا عندما يتصرفون بشجاعة وحكمة.

يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا
تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا