زهره حبيب
ماجد المغامر الصغير في زمن الفراعنة، كان ماجد طفلاً ذكياً يعشق التاريخ والمغامرات. في أحد الأيام، زار مع والديه متحف الآثار، ووقف يتأمل تمثالاً صغيراً للفرعون زوسر، أول من بنى هرماً حجرياً في مصر.
مدّ يده ليلمس التمثال، وفجأة… شعر بدوار غريب، ولمع ضوء ذهبي قوي!

ماجد في زمن الفراعنة
عندما فتح عينيه، وجد نفسه في وسط صحراء شاسعة، والشمس الحارقة تلمع فوقه.
أمامه كان هناك مبنى حجري ضخم قيد البناء، وحوله مئات العمال يرفعون الأحجار الثقيلة باستخدام الحبال والزلاجات الخشبية.
قبل أن يستوعب ما يحدث، سمع صوتاً صارماً خلفه:
“من أنت؟ وكيف دخلت إلى موقع بناء الهرم دون إذن؟”
التفت ماجد ليجد رجالاً يرتدون ملابس فرعونية، يحملون رماحاً، وينظرون إليه بريبة. وفي وسطهم، وقف رجل يرتدي تاجاً ملكياً وثوباً أبيض مزيناً بالذهب.
الفرعون زوسر في مصر القديمة

عرف ماجد فوراً من يكون… إنه الفرعون زوسر!
تقدم زوسر بخطوات واثقة وحدق في ماجد قائلًا:
“هذه ملابس غريبة… هل أنت جاسوس من مملكة معادية؟”
شعر ماجد بالخوف وقال بسرعة:
“لا، لا! أنا اسمي ماجد… أتيت من زمن بعيد جداً، ولا أعرف كيف وصلت إلى هنا!”
لكن الحراس لم يصدقوه، وأحدهم قال:
“أيها الفرعون، ربما هو ساحر جاء لسرقة أسرار بناء الهرم!”

رفع زوسر يده ليوقفهم عن الحديث، ثم التفت إلى إمحوتب، المستشار العظيم ومهندس الهرم، وقال:
“ماذا ترى في هذا الفتى؟ هل هو خطر علينا؟”
نظر إمحوتب إلى ماجد بإمعان، ثم قال:
“بالطبع هو غريب جداً لكن لا يبدو شريراً… لنخضعه للاختبار!”
اقرأ ايضا: لغز الحقيبة المفقودة
مهمة سرية لإنقاذ الهرم!
لم يكن لدى ماجد خيار سوى التعاون معهم، فأخذوه إلى الورشة حيث تُصنع الأحجار. وهناك، اكتشف أن هناك مشكلة كبيرة تهدد بناء الهرم!

اقترب أحد المهندسين وقال للفرعون بقلق:
“سيدي، هنالك من يعبث بالمخططات، وُجدت بعض الحجارة موضوعة في غير أماكنها، وإذا استمر الأمر، فقد ينهار جزء من الهرم!”
توجهت أنظار الجميع نحو ماجد بشك، لكن الفتى قال بثقة:
“أنا بريء! لكن يمكنني المساعدة في العثور على الجاني!”
وافق الفرعون زوسر، وأعطاه الفرصة ليثبت نفسه.
بدأ ماجد يراقب العمال، حتى رأى رجلاً يتصرف بطريقة مريبة، كان يضع علامات غريبة على الأحجار، ويهمس مع شخص آخر.
اقترب بهدوء واستمع لما يقولون، فاكتشف أنه جاسوس من مملكة معادية يريد تدمير بناء الهرم!
عاد بسرعة إلى الفرعون زوسر وأخبره بما سمعه.
أمر الفرعون حراسه بالقبض على الجاسوس، وعند التحقيق، اعترف الرجل بفعلته.
اقرأ ايضا: مغامرة نور وهادي في عالم الفضاء
سر بناء الهرم الكبير
شكر الفرعون زوسر ماجد على مساعدتهم، ولاحظ استغراب ماجد الذي تساءل عن بناء الأهرامات بهذه الروعة؟
اقترب إمحوتب من ماجد وقال:
“نحن نستخدم حجارة ضخمة وننقلها باستخدام زلاجات خشبية ومنحدرات. لبناء أول هرم مدرج يكون قبراً للفرعون، انظر هناك، العمال يعملون بجهد، وكل حجر يوضع بعناية حتى يظل الهرم صامداً لمئات السنين!”

نظر ماجد بانبهار إلى العمال وهم يسحبون الحجارة بالحبال، والبنّائين وهم ينحتون الرموز على الجدران. كان المشهد مذهلًا!
وقال له:
“لقد أنقذت الهرم المدرج! سأمنحك هدية عظيمة.”
مدّ الفرعون يده، وأعطى ماجد حجراً صغيراً من أحجار الهرم الأصلية.
لكنه قبل أن يتمكن من شكره، لمع الضوء السحري من جديد…
وعاد ماجد إلى المتحف، ليجد نفسه واقفاً أمام تمثال زوسر، وكأن شيئاً لم يحدث.
تساءل في نفسه: “هل كان ذلك حلماً؟” لكن عندما نظر إلى جيبه، وجد حجراً صغيراً من الحجر الجيري، نفس نوع الأحجار التي رأها في الهرم. ابتسم وعرف أن مغامرته كانت حقيقية!
منذ ذلك اليوم، أصبح ماجد يحكي لأصدقائه عن الفرعون زوسر، و إمحوتب، والهرم المدرج، وعرف أن التاريخ مليء بالقصص العظيمة التي تستحق الاكتشاف!
النهاية
العبرة من القصة:
علينا تعليم الأطفال أن التاريخ ليس مملاً، بل مليء بالمغامرات، كما أن القصة تُظهر أن الماضي مليء بالأحداث الشيقة، وتُشجع الأطفال على الاهتمام بالتاريخ والتعلم منه.

يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا
تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا