الجزء الاول

زهره حبيب

قصة موسى وأمواج الأمان النبي الذي تحدى فرعون، في زمن قديم جداً، كان هناك ملك ظالم اسمه فرعون، وكان يحكم مصر بقوة وجبروت. 

كان فرعون خائفاً من أن يصبح بنو إسرائيل، وهم قوم النبي موسى، أقوياء يوماً ما، فيأخذون ملكه. ولهذا، قرر أمراً شديد القسوة، أن يأمر جنوده بقتل كل مولود ذكر يولد من بني إسرائيل! 

قال فرعون بغضب: “أي طفل ولد من بني إسرائيل، يجب أن يُقتل! لا أريد أحداً يهدد عرشي!”

النبي الذي تحدى فرعون

كان هذا الخبر حزيناً جداً لكل أم وأب، ومن بين الأمهات كانت امرأة صالحة ومؤمنة، رزقها الله بطفل جميل، أسمته موسى.

لكن قلبها كان خائفاً جداً،  ، فدعت الله كثيراً ليحميه. لأنها تعلم أن جنود فرعون يبحثون عن أي مولود ذكر ليأخذوه!

موسى الصغير في النهر

كانت أم موسى مختبئة لكي لا يعثر عليها جنود فرعون فيقتلوا صغيرها.

لكن في إحدى الليالي، نام موسى الصغير بين ذراعي أمه، لكنه استيقظ وهو يبكي.

 أم موسى وهي تهدهده قائلة: “لا تخف يا صغيري، الله معنا، ولن يتركنا وحدنا.”

أوحى الله إليها أن تضعه في صندوق خشبي صغير، ثم تلقيه في نهر النيل، ووعدها أنه سيحميه ويرجعه إليها.

ودعت أم موسى صغيرها بدموع: “يا بني، أرسلك إلى الله، فهو أحنّ عليك مني.”

كان قلبها حزيناً، لكنها وثقت بالله وفعلت ما أمرها به.

موسى وأمواج الأمان

 وبهدوء، حملت المياه الصندوق الصغير، وجرفته بعيداً عن خطر الجنود.

كانت أخته مريم تراقب الصندوق وهو يطفو فوق الماء.

قالت مريم بقلق: “يا رب، احفظ أخي موسى واجعله في أيدٍ أمينة.”

اقرأ ايضا: قصة قابيل وهابيل

موسى يصل الى قصر الفرعون

بينما كانت اسية زوجة فرعون، تمشي قرب النهر، رأت صندوقاً يطفو على الماء.

جرف الماء الصندوق حتى وصل إلى قصر فرعون، حيث كانت زوجة فرعون تتمشى قرب النهر. فجأة، رأت الصندوق يقترب من القصر!

قالت آسية بعد أن شعرت بفضول شديد: “ما هذا الصندوق؟ أسرعوا، أحضروه إليّ!”

موسى وأمواج الأمان

فتح الخدم الصندوق، وإذا بهم يرون طفلًا جميلاً يبتسم لهم!

نظرت اليه آسية بحب: “يا إلهي! إنه ملاك صغير! لا أستطيع أن أتركه، سأربيه كابني!

وصول موسى لقصر الفرعون

 شعرت بحب شديد له، وقررت أن تتبناه وتربيه كابن لها، رغم أن فرعون لم يكن يريد ذلك. 

فرعون لم يكن سعيداً حين علم بالأمر.

كان فرعون قد أصدر أمراً بقتل كل مولود ذكر من بني إسرائيل، لذلك كان من السهل الاشتباه في أن هذا الطفل قد يكون أحدهم، خاصة أنه لم يكن هناك مولود جديد معروف في القصر.

كما كانت ملامح موسى وبشرته مختلفة قليلاً عن المصريين، حيث إن بني إسرائيل كانوا من نسل يعقوب عليه السلام، وكانوا يعيشون كجماعة منفصلة عن المصريين الأصليين.

رد عليها فرعون بعصبية: “طفل من بني إسرائيل؟! لا أريده في قصري!”

لكن آسية نظرت إليه برجاء، وقالت بلطف: “إنه صغير ولا يعرف شيئاً! دعنا نربيه، قد يكون لنا ولداً يوماً ما.”

موسى وامواج الامان

اقرأ ايضا: قصة اسماعيل الذبيح الصابر الذي انقذه الله

 عودة موسى إلى أمه

وأمام إصرارها، وافق فرعون على مضض، لكن كانت هناك مشكلة! موسى كان رضيعاً ويحتاج إلى الرضاعة.

 عندما حاولوا إرضاعه، رفض الرضاعة من أي مرضعة مصرية.  فجاءت أخته التي كانت تراقب كل شيء، في تلك اللحظة، تقدمت مريم وقالت لهم:

  “أنا أعرف امرأة تستطيع إرضاعه!”

قالت آسية بفرح: “حقاً؟ اسرعي وأحضريها إلينا!”

 وكانت المفاجأة أن هذه المرأة هي أم موسى نفسها! ورضع منها موسى بسهولة ويسر.

 هذا زاد من الشكوك حول أصله، لأن من عادة الأطفال أن يرضعوا من أي مرضعة.

رغم كل هذه الإشارات، تدخلت آسية بنت مزاحم بحكمتها وقالت لفرعون إنها تريد تتخذه ولداً، مما جعله يوافق رغم شكوكه. 

لكن في قلبه، بقي خائفاً من أن يكون هذا الطفل هو الذي سيقلب ملكه كما أخبره السحرة والعرافون بأن طفلاً من بني اسرائيل يولد هذه السنة سيكون سبب هلاكك وزوال حكمك..

 وهكذا، بقدرة الله، عاد موسى إلى حضن أمه بأمان، ترضعه وتعتني به، لكنها كانت تعلم أن الله أرسله في رحلة عظيمة.

عودة موسى لامه

قالت أم موسى وهي سعيدة: “الحمد لله! عدت إليّ يا صغيري، ولكنك لست لي وحدي، أنت لله، وهو يرعاك.”

كبر موسى في قصر فرعون، لكنه لم يكن يعلم بعد أن الله اختاره ليكون نبياً عظيماً، ويحرر قومه من ظلم فرعون.

نهاية الجزء الأول

 العبرة من القصة: الله قادر على حماية عباده مهما كان الظلم شديداً.
  الإيمان بالله والتوكل عليه يجعل الأمور تسير كما يريدها سبحانه.
  حتى في أصعب الأوقات، قد يجعل الله النجاة في أمر بسيط وغير متوقع!

Zhora & Asoma

يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا

تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *