هيا لنعرف حكاية النجار الذكي والذئب الشرير، في قديم الزمان عاش نجار بسيط في قرية الأفنان مع زوجته زمردة وبنته وردة وولده نعمان.
كل يوم في الصباح الباكر يغادر سعفان إلى حانوته في مدينة الريحان وكان يحرص على الدقة والمهارة حتى ذاع صيته في الحارة.
حلم الحمار مع النجار الذكي والذئب الشرير

كانت أمنيته الوحيدة أن يشتري حمار يحمله إلي بيته آخر النهار بدلا من المشي في الطريق المظلم ومواجهة الأخطار.
في أحد الأيام ذهب إلى سوق الحمير ومعه صرة فيها مائتين من الدنانير، وأخذ يتجول هنا وهناك عله يجد حمارا بسعر مناسب.
النجار الذكي والذئب الشرير وجشع التجار
لسوء الحظ كانت أسعار الحمير غالية لهذا عاد إلى حانوته حزين مهموم.
لاحظ تغير وجهه صديقه لملوم فأراد أن يخفف عنه ويزيل من قلبه الهموم فسأله: ما بك يا سعفان؟
أجابه سعفان أدخر منذ سنتين لكي اشتري حمارا لكنني عدت كما ترى منهارا،
لقد ارتفع سعر الحمير إلى ضعفين هل سأواصل الإدخار لعامين آخرين؟
ومن يدري ربما تضاعفت الأسعار بسبب جشع التجار الذي لا يتوقف ليل نهار.
اقتراح لملوم والطريق المهجور
حاول لملوم أن يشجعه ويواسيه واقترح عليه أن يضاعف مجهوده ويصنع المزيد من المقاعد والأبواب.
وجد سعفان الفكرة مجدية لكنه تردد قليلا لأن الطريق الذي يصل ما بين قرية الأفنان ومدينة الريحان مظلم ومهجور وتكثر فيه الذئاب وخاصة على ضفاف القريبة من الجسور.
بعد برهة تشجع وقال: لابد من المثابرة ومواصلة العمل وسأمسك عصى غليظة في يدي أثناء الرجوع ومن يقترب مني سيغادر من شدة ألمه موجوع.
ليلة إكتمال القمر

مضى أول أسبوع وفاض المال ففرح سعفان واجتهد وأوشك أن يكمل ثمن الحمار، لكن في ليلة اكتمل فيها القمر سمع سعفان عواء الذئب قادما من الحقول.
شعر سعفان بالخوف و حاول أن يتمالك أعصابه ويتغلب على خوفه ورأى أن يصعد فوق شجرة الجميز القريبة من الجسر ويختفي بين فروعها إلى أن يغادر الذئب المكان.
جرى سعفان باقصى سرعة وصعد الشجرة لم يستطع الذئب سنجاي أن يلحق به لهذا اغتاظ منه.
النجار الذكي والذئب الشرير سنجاي

حام الذئب سنجاي حول جذع الشجرة واستمر جاثيا عل سعفان ينزل من الخوف باكيا وقتها يلتهمه في الحال ويشعر وسط قطيع الذئاب بأنه بطل الأبطال.
مع اقتراب تباشير الصباح يأس الذئب من نزول سعفان و أيقن أن بقاءه تحت الشجرة بلا طائل، فغادر وعاد حيث كان.
نزل سعفان بعد مغادرة الذئب وعاد إلى بيته وحكى لزوجته زمرد ما كان فحثته على الحيطة والحذر والعودة إلى القرية مبكرا.
أخبرها سعفان أنه أوشك على جمع المال والخوف لن يفيده بحال من الأحوال.
يمكنكم معرفة حكاية: اللص الخطير شكل بن قطمير
فخ الدجاجة المشوية
قرر سعفان أن يلقن الذئب درسا فطلب من زوجته أن تعد له دجاجة مشوية، فور طهيها أخذها سعفان وعاد إلى دكانه،
وبدلا من صنع المقاعد والأبواب جمع سعفان عيدان من بواقي الأخشاب وقام بصنع قفص كبير من الخشب كفخ للذئب،
وعندما حل الظلام وحان موعد عودة سعفان حمل القفص الخشبي ووضع بداخله الدجاجة وانطلق في طريقه.
انتظر الذئب كعادته سعفان وأخذ يتجول في الحقول وعندما أبصر سعفان هرول ناحية الجسر ليفترسه،
لكن سعفان صعد بسرعة على شجرة الجميز وترك أسفلها القفص فاحت رائحة الدجاجة وانتشرت في المكان و شعر الذئب بالرضى عن الغنيمة واعتقد أن سرحان مرغما تركها لأنه لم يستطع حملها.
المفاجأة أن الفخ أطبق على الذئب بداخله فاشتد عواءه، لكن سعفان وكزه بعصاه وحمل الصندوق.
عاد سعفان إلى بيته في سرور وأخبر زوجته زمردة أنه قبض على الذئب الذي كان يقطع طريقه ويهدده.
النجار الذكي والذئب الشرير وعقاب قاسي

أمسكت زمردة بالقفص وسألت: أهذا الجرو يهددك؟
وعن كسب قوتك يبعدك؟
ويجعلك تبيت الليل فوق الأشجار مثل القردة والغربان والفئران؟
أجابها: أجل هو ذاك، ينتظرني كل مساء وتحول طريقي بسبب تربصه بي إلى عناء وأحيانا أرغب في البكاء.
ابتسمت زمرد في سخرية وقالت: دعه لي سأعاقبه بطريقتي لكي يخاف ويبتعد عنك تماما،
ليس هذا فحسب بل سأجعله عبرة وسط قطيعه، وعندما يرون هيئته سيغادرون المكان أو على الأقل يمتنعون تماما عن ملاحقة المارة ويكتفون بصيد الخراف والغزلان.
سعفان: هو لك عاقبيه كما تشاءين المهم أن يبتعد عن طريقي.
زيدي الحطب لتقوى النار

طلبت زمرة من ابنتها وردة أن تحضر الوعاء الكبير وتملؤه عن آخره بالماء.
أحضرت وردة الوعاء و أشعلت تحته النار في الساحة وسط الدار.
أخذت زمرة تردد: زيدي الحطب لتقوى النار، زيدي الحطب لتقوى النار،
سوف اجعل هذا الذئب ينهار، زيدي الحطب لتقوى النار سلخ الجلد هو أنسب عقاب للأشرار.
زادت وردة اللهب وغلى الوعاء فقامت زمردة بسكبه على الذئب في الحال.
صرخ الذئب من الألم وانسلخ جلده، فتحت زمردة باب القفص وقالت: عد من حيث جئت إلى الحقول هل فهمت ما أقول؟
قطيع الذئاب يساند سعفان

انطلق الذئب سنجاي هاربا إلي جماعته وعندما رأه زعيم القطيع سأله عمن تسبب في حالته فحكى له ما كان من سعفان النجار،
وأخذ يبكي وأوشك من الألم على الانهيار.
وأقسم أن ينتقم من سعفان وطلب من زعيم القطيع أن يعاونه.
فكر كبير الذئاب وقال: اسمعوا وعوا لابد من أن نتكاتف
ونعد العدة لننتقم من سعفان وتعود هيبة الذئاب ولا يشعر سنجاي بالخذلان.
سأل كبير الذئاب سنجاي عن خط سير سعفان وموعد عودته وأقسم أن يقف له بالمرصاد وأن يجعل منه وليمة لكل الذئاب.
أخبره سنجاي أن سعفان سريع للغاية ويصعد على شجرة الجميز ويختبئ داخل فروعها.
ابتسم كبير الذئاب وقال سوف أصعد إليه وألتهمه غير مأسوف عليه.
سأله سنجاي: وكيف هذا؟
هرم الذئاب للقبض على سعفان
أجابه الزعيم سوف نصنع هرم من الذئاب وأرتقي أنا عليه إلى أن أصل إليه وأشوه وجهه بمخالبي،
بعدهاأنقض عليه ونأكله من منبت شعره إلى قدميه وسوف أترك العظام حتى تستدل عليه زوجته كثيرة الكلام.
فرح سنجاي بمساندة رئيس القطيع وجماعة الذئاب، وطلب منهم أن يجعلوه في أول الهرم لأن جلده أضحى رقيقا لا يحتمل ولن يقوى على الهجوم.
خطة زعيم الذئاب مع النجار الذكي والذئب الشرير

طمأنه كبير الذئاب وفي موعد عودة سعفان تظاهرت الذئاب بالانشغال حتى وصل إلى منتصف الطريق ثم بادروا بالعواء.
تخير سعفان وقال: واااا غوثاه كنت أخشى ذئبا واحد الآن تكاتفت الذئاب جميعها وستطاردني إلى أن تفترسني وتأكلني،
قبحك الله يا زمردة ستقوديني بأفكارك بي إلى التهلكة.
صعد سعفان أعلى شجرة الجميز وأحس بالأمان،
لكن بعد قليل لاحظ أن قطيع الذئاب يتجمع ليشكل هرم وأبصر الذئب سنجاي أسفل الهرم.
نظر سعفان في حقيبته فلم يجد سوى شاكوش صغير و بعض المسامير وأخذ يستحث عقله لكي يهرب من هذا الموقف الصعب.
ذكاء مقابل القوة
أدرك سعفان أنه لن ينتصر بقوته البدنية لأن الكثرة تغلب الشجاعة،
لهذا قرر أن يعتمد على الذكاء ويضغط على الجانب النفسي للذئب سنجاي الذي احترق جلده قبل يومين بالماء الحار،
أوشك رئيس الذئاب أن يصل إليه فارتفع صوت سعفان بالغناء ورددَ: ” زيدي الحطب لتقوى النهار زيدي الخطب لتقوى النار.
ارتعب سنجاي عندما سمع الكلمات وخاف أن تكون هذه حيلة أخرى تفضي به إلى الممات،
فأطلق ساقيه للريح فوقعت جميع الذئاب منهم من انكسر ساقه ومنهم من تحطم وجهه، البعض إلتوى كاحله أما كبيرهم فقد تهشمت رأسه في الحال.
نهاية سعيدة
نجا سعفان من جماعة الذئاب ولم يعد لوجودهم أثر فمن تبقى منهم على قيد الحياة فر هاربا إلى الكهوف على أطراف الغابة.
وما هي إلا أيام واشترى سعفان الحمار وتحقق أخيرا حلمه وأصبح الطريق آمن تماما.
في الختام
بالجد والاجتهاد يتحقق لك المراد هكذا فعل سعفان لكي يجمع المال.
بالذكاء والحيلة تفوق سعفان على قطيع الذئاب الذكاء يتفوق على القوة العددية.
دمتم بكل ود.
أسماء خشبة.
يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا
تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا