اللص الخطير شكل بن قطمير

هيا لنعرف حكاية اللص الخطير شكل بن قطمير، الذي عاش في مدينة القصدير وكان يعمل حمال في سوق النعال.

لم يكن شكل راضيا بحاله وكان ما يشغل باله هو أن يهرب من الفقر إلى الثراء ويهجر حارة سفرجل ويسكن حي الزمرد بجوار الأثرياء.

هل قلة المال تعيب الإنسان؟

أصدقائي قلة المال ليست بعيب والرضى بالحال خير من التطلع إلى ما عند الناس أو التسول في الطرقات و كثرة السؤال،

لكن أتعلمون ماهو خير من الرضى بالفقر؟ أن يسلك المرء طريق الاجتهاد والكد للحصول على المال ومحاولة تغير الواقع لكن بطريق حلال.

اللص الخطير شكل بن قطمير يبحث عن الثراء

في أحد الأيام وبينما شكل يتناول خبز شعير وينظر من النافذة على حي الزمرد الشهير،

امتعض وجهه وتأفف و قال: يوما ما سأتناول ألذ الفطائر واترك حي السفرجل هذا إلى الأبد.
لكن كيف هذا وأنا مجرد حمال بسيط؟

أعاني الفقر وأتناول دائما خبز الشعير وليس لي ميراث سوى هذا المنزل الحقير.
لابد من أن أبحث عن حل سريع فالعمل في حمل المتاع لن يهبني سوى الضياع، فكر شكل ووجد أن سرقة الناس ستجعله يرتدي الحرير ويتحلى بالألماس.

اللص الخطير شكل بن قطمير يحترف السرقة

ذهب شكل إلى السوق وأخذ يتحين أوقات الزحام ويقترب من العابرين ويمد يده بخفة ويسرق الأموال،

ولم يكن يزعجه حزن المسروقين ولا حتى الدعوات التي كانوا يتوجهون بها إلى رب السماوات.مع مرور الأيام أتقن شكل السرقة وأصبح لصا خطيرا.

لهذا تعددت الشكاوى إلى أمير بلاد القصدير العزيز بن نمير

فاستدعى كبير وزرائه الحكم بن عبد البصير،

وقال له: بلغني أن الناس مذعورون وعلى متاعهم مشغولون،

هناك من سرقت أمواله وهناك من انشغل في السوق

فضاع منه متاعه، ما هذا يا وزير أين الحرس والعسس ولم التكاسل عن ضبط اللص الخطير ؟

أجابه الوزير: نعمل على قدم وساق، لكنه وكأنه قد أبرم مع

الحظ اتفاق، لا نعرف له هوية ويهرب بسرعة البرق ولا يترك أي أثر.

ربما حان الوقت لتعرف: كيف أنقذ الروبوت زيزو المدينة

الوزير يعد بالقبض على اللص

انفعل الأمير العزيز بن نمير وقال: هذا لا يعنيني، أريد الأمان في إماراتي،

أيسرك أن تتناقل الأخبار عن تفشي السرقة ويقل الزوار؟

أجابه الوزير: بالطبع لا يا مولاي، أعدك أن نقبض على هذا اللص في أسرع وقت.

انصرف الوزير وكلف كبير الحرس بالقبض على اللص، لكن مرت الأيام وأصبحت السرقة أسوء مما كان.

اختفاء حذاء وزير المالية

وفي أحد الأيام استدعى الأمير كبير الوزراء عبد البصير ،

وقال: ما هذا التهريج قطعت وعدا بالقبض على اللص لكنك لم تنفذه، لقد قمت بالأمس بجولة تفقدية بين الرعية فعدنا بدون حذاء وزير المالية.

رد عليه الوزير بقلق : اعتذر منك يا مولاي فهذا اللص محتال ماكر، ولم يرحم حتى الغلمان وأصبح يسرق منهم السكاكر.

اعتدل الأمير: ما العمل مع هذا الداهية، أفتني في أمري يا

كبير الوزراء. أيعقل أن يتفوق علينا هذا اللص في الذكاء؟

أطرق كبير الوزراء برأسه وأخذ يفكر وقال : ما رأيك يا مولاي

أن نعلن عن مكافأة سخية لمن يدلي بمعلومات أو يقبض على اللص؟

وافق الأمير على اقتراح والوزير وطلب منه أن يذيع نبأ المكافأة ولا يترك صغيرا أو كبير.

وماهي إلا ساعات وانتشر خبر المكافأة في الطرقات وتحمس الجميع، لأن المكافأة كانت تفوق التوقعات، صندوق مليئ به مجموعة نادرة من المجوهرات.

طمع اللص الخطير شكل بن قطمير وغياب الضمير

عندما علم شكل بأمر الجائزة، قال بصوت خفيض: ويحي من

الآن وصاعدا سيأخذ الجميع حذرهم فالكل يريد أن يقبض على اللص وينعم بالمجوهرات،

إن البقاء في هذه البلد محفوف بالمخاطر والعقبات، لابد من أن أتركها وأسافر إلى بلد لا يعرفني بها أحد،

وقتها أتمكن بسهولة من بيع المسروقات وأقضى بقية حياتي في نعيم ومسرات.

هل ستفلح مساعي شكل بن قطمير في الفرار من إمارة القصدير؟

ذهب شكل إلى الميناء وبحث عن مركب ليستأجرها وأخبر صاحبها أنه يريدها لمدة يومين،

لكن الماكر نوى أن يسرقها هي الأخرى ولا يعيدها، ثم في مرفأ البلد التي يقصدها يعيد طلاءها ويبيعها،

هكذا كانت نيته، ترى هل ستفلح مساعيه ويصل بسلام إلى وجهته؟

لم يكتفي شكل بكل ما سرقه بل أعلن أنه يريد أن يبيع بيته بثمن قليل فأقبل عليه المشترين،

حتى أنه حرر صكوك مزورة لأكثر من سبعين، بهذه الحيلة تمكن شكل من جني ملايين.

لهذا قرر أن يفر بالغنيمة قبل أن يتنازع المشترون ويفطنون إلى الحيلة.

اللص الخطير شكل بن قطمير يغادر إلى جزيرة الأحلام

ليلا والناس نيام قرر شكل أن يغادر إلى جزيرة الأحلام ، لهذا قام شكل بنقل المسروقات على ظهر المركب بحذر لكي لا يراه أحد المارة ويسلمه إلى السلطات،

وعندما أتم نقل المسرقات قفز على ظهر المركب أخذ يرقص ويقول: شكل بن قطير صار من السعداء منذ هذه اللحظة سأودع الفقر وأصبح من الأثرياء.

سجل يا تاريخ اشهد يا زمان انتهى عصر الفقر وأضحى في خبر كان.
لكن يا أصحابي من قال أن المال الحرام يهب السعادة أو يغير من حال الإنسان؟

ما جاء سهلا وبالحرام ضاع في طرفة عين

ماهي إلا ساعات وهاج الموج وتعالت الصيحات، فهذا شكل بن قطمير يستغيث في عرض البحر ويتمنى النجاة.

أخذ شكل يندب حظه ويولول ويقول: ما جدوى الأموال إذا كنت سأموت الآن؟
لن أتمتع بما سرقته و ستلتهمني الأسماك لا أرى أمام عيناي سوى الهلاك، ليتني عشت فقيرا شريف بدلا من أموت لصا على يد الأسماك.
تقاذفت الأمواج والمركب وقرر شكل أن يخفف من حمولة المركب فأخذ يلقي بالمسروقات في الماء وكاد أن يجن واستمر في البكاء.

اللص الخطير شكل بن قطمير يوشك على الهلاك

وبعد أن ألقى ما بحوزته هدأت الأمواج ولم يبقى معه سوى ملابسه التي تستره وليت الأمر توقف عند هذا الحد،

بعد يومين من الجوع والضياع في عرض البحر تسربت المياه إلى المركب وأوشك شكل على الغرق ويأس من النجاة،

لكن شاهده قبطان باخرة فاخرة فأمر البحارة بإنقاذه هو والمركب في الحال.

القبض على اللص الخطير شكل بن قطمير

كانت الباخرة في طريق عودتها إلى إمارة القصدير، هناك انكشف أمر شكل وأدرك الجميع أنه اللص الخطير،

خاصة بعد تنازع الناس على ملكية منزله وتقدم صاحب المركب بشكوى ضده عند أمير البلاد، كما طالب الناس السلطات بالقبض على شكل وإعادة المسروقات.

أصدر القاضي حكمه بجلد شكل وسجنه عشر سنوات، ليس هذا فحسب بل قرر أمير البلاد أن يجعله عبرة في البلاد وبين العباد،

لهذا طلب من كبير الحرس، أن يضع شكل بالمقلوب على

حمار ويطوف به على بيوت العامة وبين محلات التجار ليعتبر بحاله الصغار والكبار.

في الختام

اللص الخطير شكل بن قطمير لم تنفعه السرقة ولم يغنيه المال الحرام وقضى عشر سنوات في الحبس خلف القطبان.

لابد أن نحرص على كسب المال بالحلال مهما كانت العقبات.

أعزائي من لم يعجبه الفقر وأراد الغنى فليس هذا بعيب،

بل لابد من السعي لتغير الواقع لكن لكن بطرق مشروعة.

دمتم بكل ود.
أسماء خشبة.

يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا

تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا