زهرة حبيب
في قديم الزمان، عندما كان الناس قلة على الأرض، عاش أخوان يُدعيان قابيل وهابيل. كانا أبناء النبي آدم عليه السلام، وكان لكل منهما عمله الخاص.
قابيل كان مزارعاً يزرع الحقول، وهابيل كان راعياً يعتني بالأغنام.
كان هابيل طيب القلب، يرعى الأغنام ويهتم بها، فكانت الخراف تحبه وتتبعه أينما ذهب.
أما قابيل، فكان يعمل في الزراعة، يحرث الأرض ويزرع الحبوب، لكنه كان سريع الغضب ولا يحب أن يستمع للنصائح.

الاختبار الكبير
في يوم من الأيام، أخبرهما والدهما النبي آدم عليه السلام أن يقدما قرباناً لله، أراد الله أن يختبر الاخوين، ليختبر من منهما أكثر إخلاصاً.
شعر كل من قابيل وهابيل بالحماس وذهبا لإعداد القربان.
اختار هابيل أجمل وأقوى خروف من قطيعه، قوياً وأبيض كالسحاب، وقدّمه لله بفرح.

بينما اختار قابيل بعض الثمار الرديئة من زرعه ولم يهتم بجودة ما يقدمه، وقدمها بلا اهتمام.
اقرأ ايضا: رحلة الاسراء والمعراج
علامة القبول
نزلت ناراً بيضاء من السماء فأكلت قربان هابيل، وهذا كان دليلاً على أن الله قد تقبّله.

بينما ظلّ قربان قابيل كما هو، مما يعني أن الله لم يقبله، شعر قابيل بالغضب والحسد تجاه أخيه، بدلاً من أن يحاول تصحيح خطئه وتحسين عمله.
غضب وحسد
حاول هابيل تهدئة قابيل وقال له بلطف:
“إنما يتقبل الله من المتقين، إن كنت تريد أن يتقبل الله قربانك، فكن صالحاً وأخلص النية لله.” لكن قابيل لم يستمع.

اشتعل الغضب في قلب قابيل وقال بغضب:
“سأنتقم منك يا هابيل!”
لكن هابيل رد عليه بلطف:
“يا أخي، الله لا يقبل إلا من القلوب الطيبة، لو أصلحت نفسك لكان قربانك مقبولاً أيضاً!”
كان الغضب يملأ قلب قابيل كالنار المشتعلة.
الخطيئة الكبرى
في يوم من الأيام، وبينما كانا في الحقل، استسلم قابيل لغضبه وحسده، فقام بعمل فظيع لا يُغتفر.
وفي لحظة غضب، ارتكب قابيل أكبر خطأ في حياته وأذى أخاه الطيب هابيل،حيث هاجم أخاه هابيل وقتله! ولكن بعد أن هدأ، أدرك مدى فظاعة ما فعله وشعر بندم شديد.
ليجده بعد ذلك نائماً نوماً لا يصحو منه أبداً! حيث كان هابيل أول إنسان يموت على وجه الأرض.
جلس قابيل حزيناً، لا يعرف ماذا يفعل، فقد شعر بالندم والخوف.

اقرأ ايضا: حكاية الجرة الذهبية
تعليم من الغراب
لم يكن قابيل يعرف ماذا يفعل بجسد أخيه، فجلس حائراً.
بينما كان قابيل جالساً يفكر، فجأة، رأى غراباً أسود يأتي ويحفر الأرض بمخالبه، ثم وضع طائراً ميتاً في الحفرة وغطاه بالتراب.
قابيل فتح عينيه بدهشة وقال:
“يا إلهي! هذا الغراب الصغير علّمني ماذا أفعل!”

عندها قال بحزن:
“يا ويلي! أعجزتُ أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي!”
فقام بحفر الأرض ودفن أخاه، وهو يشعر بالحزن الشديد. فكان من النادمين، كما اخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم.
ومنذ ذلك اليوم، تعلم الناس أن يدفنوا موتاهم باحترام
العبرة من القصة
تعلم قابيل درساً قاسياً، لكنه كان متأخراً. ومن هذه القصة نتعلم:
لا يجب أن نحسد الآخرين على نعمهم، بل نعمل بجد للحصول على الخير.
الغضب الشديد قد يقودنا إلى أفعال سيئة، لذا يجب علينا التحلي بالحلم والصبر.
يجب أن نختار دائماً الخير ونتجنب الشر، لأن الله يحب الصالحين.
🌸 النهاية 🌸

يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا
تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا