زهرة حبيب

ذكريات الاطفال الخفية، تتشكل شخصية الإنسان منذ الطفولة المبكرة، حيث تلعب الذكريات التي يخزنها العقل الباطن دوراً أساسياً في رسم ملامح المستقبل النفسي والعاطفي للطفل. 

قد تكون بعض هذه الذكريات واضحة في ذهنه، بينما تظل أخرى مخفية لكنها تترك أثراً عميقاً على شخصيته وسلوكياته في مراحل لاحقة من حياته.

ما المقصود بالذكريات الخفية للأطفال؟

الذكريات الخفية هي تلك التي قد لا يستطيع الطفل تذكرها بوعي كامل، لكنها محفورة في عقله الباطن وتؤثر عليه دون أن يدرك مصدرها.

 قد تتكون هذه الذكريات من تجارب عاطفية، أو مواقف مخيفة، أو حتى لحظات دافئة مليئة بالحب والطمأنينة.

ذكريات الخفية للاطفال

كيف تتشكل الذكريات الخفية؟

تبدأ ذاكرة الطفل في تسجيل الأحداث منذ ولادته، بل يعتقد بعض العلماء أن الطفل قد يخزن بعض التجارب حتى وهو في رحم أمه. تتشكل الذكريات الخفية من خلال:

التجارب العاطفية المبكرة: مثل الشعور بالأمان أو الخوف.

العلاقات مع الوالدين والمحيطين: تؤثر طريقة تعامل الأهل مع الطفل بشكل كبير على شخصيته، حتى وإن لم يتذكر التفاصيل.

المواقف المؤثرة: مثل الانتقال إلى بيئة جديدة، فقدان أحد المقربين، أو التعرض لمواقف مخيفة أو سعيدة.

تأثير الذكريات الخفية على شخصية الطفل

 إذا نشأ الطفل في بيئة مشجعة، فسوف يكتسب الثقة بنفسه حتى وإن لم يتذكر كلمات التشجيع التي قيلت له، بينما تؤدي البيئة المحبطة إلى زعزعة ثقته بنفسه.

 قد يكون لدى الطفل مخاوف غير مبررة ناتجة عن ذكريات قديمة لم يدركها بوعيه، مثل سماع أصوات مرتفعة أو التعرض لموقف مخيف في سن مبكرة.

 تؤثر الذكريات المخزنة على طريقة تفاعل الطفل مع الآخرين، فإذا نشأ في بيئة دافئة ومليئة بالحب، سيكون أكثر قدرة على تكوين علاقات صحية.

 يتأثر الطفل في المستقبل بذكرياته الخفية عند اتخاذ القرارات، فقد يتجنب بعض الأمور دون سبب واضح لكنه في الواقع يتجنب تجربة سابقة غير مريحة.

الذكريات الخفية للاطفال

كيف يمكن للأهل التأثير على ذكريات الطفل بشكل إيجابي؟

 يشعر الطفل بالأمان حين يتلقى الحب والاهتمام، مما ينعكس على ذكرياته المستقبلية.

 التحدث مع الطفل بحب واهتمام يساهم في تكوين ذكريات إيجابية تعزز ثقته بنفسه.

 قد لا يتذكر الطفل تفاصيل كل موقف سلبي، لكنه سيشعر بعدم الارتياح في مواقف مشابهة مستقبلاً.

على الطفل أن يعبر عن مشاعره بوضوح، يساعد ذلك على تفريغ أي ذكريات سلبية قبل أن تترسخ في داخله بشكل مؤذٍ.

الذكريات الخفية للأطفال ليست مجرد أحداث ماضية، بل هي حجر الأساس الذي يبني عليه الطفل شخصيته وسلوكياته المستقبلية. لذا، من الضروري أن يدرك الأهل مدى تأثير التجارب المبكرة على أطفالهم، وأن يعملوا على توفير بيئة إيجابية تترك في نفوسهم ذكريات سعيدة تدعم نموهم العاطفي والنفسي.

اقرأ ايضا: اختيار الأهل الصديق الجيد لطفلهم الصغير

الذكريات الخفية للاطفال

طرق الاحتفاظ بذكريات إيجابية

 هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد الطفل على الاحتفاظ بذكريات إيجابية تؤثر بشكل إيجابي على شخصيته ومستقبله. إليك بعض الأمثلة العملية:

قضاء وقت خاص مع الطفل يوميًا مثل قراءة قصة قبل النوم، اللعب معاً، أو الخروج لنزهة ممتعة.

تخصيص لحظات يومية للتحدث معه عن يومه، ما أحبه وما الذي جعله سعيداً.

الابتسام له عند رؤيته وإظهار الاهتمام به باستمرار.

احتضانه بشكل متكرر، لأن اللمس الدافئ يخلق ذكريات إيجابية تبقى في العقل الباطن.

قول كلمات تشجيعية مثل: “أنا فخور بك”، “أنا أحبك”، “أنت رائع”، مما يعزز ثقته بنفسه.

تخصيص وقت للمشاركة في أنشطة ممتعة مثل الطهي معاً، أو ترتيب الغرفة بطريقة مرحة.

الاحتفال بأي إنجاز مهما كان بسيطاً، مثل إنهاء واجب مدرسي أو ترتيب ألعابه، فهذا يعزز ثقته بنفسه.

عمل مفاجآت صغيرة مثل رسالة حب في حقيبته أو تحضير وجبته المفضلة دون مناسبة.

تصوير اللحظات الجميلة معه وعرضها لاحقاً لتذكيره بالأوقات السعيدة.

عند وقوع الطفل في موقف محرج أو صعب، بدلاً من توبيخه، يمكن دعمه وإعطاؤه الحلول بلطف حتى يتعلم دون أن يشعر بالإحباط.

تعليم الطفل كيفية التعامل مع الأخطاء بإيجابية، مثل قول: “كلنا نخطئ، المهم أن نتعلم ونحاول مجدداً”.

تحويل أوقات الغضب إلى لحظات دعم، كأن يحتضنه الوالدان بعد نوبة بكاء بدلاً من معاقبته.

ذكريات الاطفال الخفية

القيام برحلات عائلية ممتعة تجعله يشعر بالدفء والانتماء.

ممارسة أنشطة فنية مثل الرسم أو التلوين، حيث يمكن للطفل التعبير عن مشاعره بطرق إيجابية.

ممارسة الرياضة معاً، مثل ركوب الدراجات أو المشي في الطبيعة، مما يترك ذكريات ممتعة ومفيدة للصحة أيضاً.

جعله يستيقظ على كلمات جميلة بدلاً من الصراخ أو التوبيخ.

تخصيص وقت للنوم بقصة دافئة أو حديث هادئ عن الأشياء الجيدة التي حدثت في يومه.

خلق طقوس عائلية مثل تناول الفطور معاً يوم العطلة أو ليلة أفلام أسبوعية.

منح الطفل اهتماماً كاملًا عندما يتحدث، والنظر في عينيه عند التواصل معه.

احترام مشاعره وعدم التقليل من مشاكله، حتى لو بدت بسيطة.

إشراكه في اتخاذ بعض القرارات العائلية مثل اختيار المكان الذي يريد الذهاب إليه في العطلة.

كل لحظة إيجابية يقضيها الطفل مع والديه يمكن أن تصبح ذكرى دافئة تبقى معه مدى الحياة.

 الذكريات الإيجابية تزرع الثقة والسعادة في داخله، وتساعده على النمو كشخص متوازن ومستقر عاطفياً. لذا، فإن الحب والاهتمام والتقدير المستمر هي مفاتيح لصنع طفولة مليئة بالذكريات الجميلة.

اقرأ ايضا: اساليب العقاب المفيدة للاطفال

أولًا: الكلمات والتصرفات الإيجابية التي تترك أثراً جميلاً

هناك العديد من الكلمات والتصرفات التي يمكن أن تترك تأثيراً عميقًا على الطفل، سواء كانت إيجابية أو سلبية. هذه التأثيرات قد تبقى معه مدى الحياة، وتشكل جزءاً من شخصيته وسلوكه في المستقبل.

 كلمات تعزز الثقة بالنفس:

“أنا فخور بك، لقد قمت بعمل رائع!”

“أنت مميز ولديك إمكانيات رائعة.”

“أحبك دائماً، بغض النظر عن أي شيء.”

“أنا أؤمن بك، ويمكنك تحقيق أي شيء تريد.”

“خطأك لا يعني أنك فاشل، بل يعني أنك تتعلم وتنمو.”

 كلمات تشجعه على الاستكشاف والتعلم:

“جرب بنفسك، وسأكون هنا لمساعدتك إن احتجت.”

“أنت ذكي ومبدع، وأحب أن أرى أفكارك.”

“أخطاء اليوم هي نجاحات الغد، لا تخف من المحاولة.”

“كل شيء يبدأ بخطوة صغيرة، وأنت قادر على تحقيق أهدافك.”

“ماذا لو جربنا هذا معاً؟ يمكننا اكتشاف شيء جديد!”

ثانيًا: التصرفات الإيجابية التي تترك أثراً عميقاً

العناق والتربيت على الكتف أو الرأس يشعر الطفل بالأمان والطمأنينة.

عندما يتحدث الطفل، التوقف عن أي شيء آخر والنظر في عينيه يشعره بأهميته.

يعزز مشاعر السعادة والأمان لديه.

مشاركته ألعابه أو اهتماماته، مثل اللعب معه، قراءة كتاب يحبه، أو مشاهدة فيلم مفضل لديه.

مهما كان الإنجاز بسيطاً، مثل تلوين صورة بشكل جميل أو ترتيب غرفته، فإن الاحتفال يعزز ثقته بنفسه.

تحويل الخطأ إلى فرصة تعليمية بدلًا من مصدر للخوف.

تخصيص وقت خاص له يومياً،  حتى لو كان 10 دقائق فقط، يشعره ذلك بأنه مهم ومحبوب.

ذكريات الاطفال الخفية

ثالثاً: الكلمات والتصرفات السلبية التي تترك أثرًا سلبياً

1. كلمات تقلل من قيمته أو تهز ثقته بنفسه:

“أنت لا تفهم شيئاً!”

“لماذا لست ذكياً مثل غيرك؟”

“دائماً تفشل في كل شيء!”

“لو لم تكن موجوداً، لكانت حياتي أفضل!”

2. كلمات تزرع الخوف أو الشعور بالذنب:

“إذا لم تفعل ما أريد، فلن أحبك!”

“إن لم تكن جيداً، سأتركك وحدك.”

“أنت تجعلني أشعر بالحزن بسبب تصرفاتك!”

“لو كنت طفلاً جيداً، لما غضبت منك.”

“لماذا لا تكون مثل أخيك/أختك؟”

الطفل مثل الإسفنجة، يمتص كل ما يقال له وكل ما يراه من تصرفات. الكلمات والتصرفات الإيجابية تزرع في داخله الحب والثقة بالنفس، بينما تؤدي الكلمات الجارحة والتصرفات القاسية إلى زعزعة شخصيته وزيادة خوفه من المستقبل.

 لذا، من الضروري أن يدرك الوالدان مدى تأثير كلماتهم وأفعالهم، لأن كل لحظة تعامل مع الطفل تساهم في بناء ذكرياته وشخصيته التي سترافقه طوال حياته.

الذكريات الخفية للأطفال ليست مجرد أحداث ماضية، بل هي حجر الأساس الذي يبني عليه الطفل شخصيته وسلوكياته المستقبلية.

Zhora & Asoma

يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا

تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *