زهرة حبيب
الصداقة جزء مهم من حياة الأطفال، فهي تؤثر على شخصيتهم وسلوكهم و نموهم العاطفي والاجتماعي. لهذا، يقع على عاتق الأهل مسؤولية توجيه أطفالهم نحو اختيار الأصدقاء الجيدين الذين يساعدونهم على التطور الإيجابي، وتجنب الأصدقاء الذين قد يكون لهم تأثير سلبي.
اهمية الصداقة في حياة الطفل
الصديق الجيد يمكن أن يساعد الطفل في:
تحسين مهاراته الاجتماعية والتواصلية.
بناء ثقته بنفسه.
تعلم القيم الأخلاقية مثل الاحترام والتعاون.
مشاركة التجارب وتخفيف الضغوط العاطفية.
معايير اختيار الصديق الجيد للطفل

لمساعدة طفلك على اختيار أصدقاء مناسبين، عليك البحث عن هذه الصفات:
يجب أن يكون الصديق مهذباً، يحترم الآخرين، ولا يستخدم ألفاظًا سيئة.
يفضل أن يكون الصديق من أسرة تهتم بالقيم والتقاليد الجيدة.
يتعامل مع طفلك بلطف وودّ، ولا يمارس عليه أي نوع من التنمر أو الإيذاء.
يشجعه على الدراسة، اللعب النظيف، واحترام القواعد.
يحب اللعب المشترك، ويتقبل فكرة التناوب والمشاركة.
اقرأ ايضا: أساليب العقاب المفيدة للاطفال
دور الأهل في توجيه الطفل لاختيار الأصدقاء
التحدث مع الطفل: اجلس معه واسأله عن أصدقائه، صفاتهم، وطريقة تعاملهم معه.
متابعة سلوك الأصدقاء: من خلال ملاحظة تصرفاتهم أثناء اللعب أو عند زيارتهم للمنزل.
تعليم الطفل مهارات الاختيار: مثل كيفية التعرف على الصديق الجيد وتجنب الأصدقاء الذين يؤثرون عليه سلباً.
تشجيع الأنشطة الجماعية: يمكن للأهل توجيه أطفالهم للاندماج في بيئات إيجابية مثل الأندية الرياضية أو المراكز الثقافية، حيث يمكنهم تكوين صداقات جيدة.
القدوة الحسنة: عندما يرى الطفل أن والديه يحيطون أنفسهم بأصدقاء جيدين، سيتعلم منهم كيفية اختيار أصدقائه.

التعامل مع تأثير الأصدقاء السيئين
إذا لاحظت أن لطفلك صديقاً يؤثر عليه سلباً، يمكن اتخاذ الخطوات التالية:
الحوار الهادئ مع الطفل:
بدلاً من إصدار الأوامر، ناقش معه تأثير هذا الصديق.
إبعاده تدريجياً عن الصديق غير المناسب:
من خلال إشراكه في أنشطة مع أصدقاء آخرين.
تعزيز ثقته بنفسه:
ليتمكن من قول “لا” لأي تصرف خاطئ.
اختيار الصديق الجيد أمر ضروري لنمو الطفل في بيئة صحية و مليئة بالقيم الإيجابية. دور الأهل ليس فقط في المراقبة، بل في بناء وعي الطفل وإرشاده بأسلوب ذكي يساعده على تكوين صداقات تدعم تطوره النفسي والاجتماعي.
يجب أن يكون دور الأهل توجيهياً وليس تسلطياً، بحيث يُمنح الطفل حرية اختيار أصدقائه ولكن تحت إشراف وتوعية مستمرة، لضمان أن تنعكس صداقاته إيجابياً على شخصيته وسلوكياته.

الطفل يواجه صعوبة في تكوين صداقات
إذا كان الطفل يواجه صعوبة في تكوين صداقات، فقد يكون ذلك ناتجا عن عدة أسباب، مثل الخجل، قلة الثقة بالنفس، أو عدم وجود بيئة مناسبة للقاء أقرانه. في هذه الحالة، يمكن للأهل اتخاذ خطوات لمساعدته على بناء علاقات اجتماعية سليمة.
فهم سبب المشكلة
ملاحظة سلوك الطفل: هل هو خجول جداً؟ هل يواجه صعوبة في التواصل؟ أم أنه يفضل اللعب بمفرده؟
التحدث معه بلطف: قد يكون لديه مخاوف معينة تمنعه من الاقتراب من الآخرين.
التواصل مع المعلمين: لمعرفة كيف يتفاعل الطفل مع زملائه في المدرسة.
تعزيز مهارات التواصل الاجتماعي
تشجيعه على التحدث بثقة: تعليمه مهارات المحادثة مثل إلقاء التحية، طرح الأسئلة، وإبداء الاهتمام بالآخرين.
ممارسة التفاعل الاجتماعي في المنزل: يمكن للأهل تمثيل مواقف اجتماعية معه، مثل كيفية بدء محادثة مع صديق جديد.
تعليمه كيفية التعامل مع المواقف الاجتماعية: مثل كيفية الاندماج في مجموعة، وكيفية التعامل مع الرفض أو التجاهل دون إحباط.
خلق فرص للقاء أصدقاء
إلحاقه بأنشطة جماعية: مثل الأندية الرياضية، الفنون، أو الرحلات المدرسية، حيث يمكنه مقابلة أطفال لديهم اهتمامات مشتركة.
ترتيب لقاءات لعب مع أطفال آخرين: يمكن دعوة أحد زملائه للعب في المنزل لخلق بيئة مريحة لبناء الصداقة.
تشجيعه على اللعب في الأماكن العامة: مثل الحدائق أو الملاعب، حيث يمكنه التفاعل مع أطفال جدد.

تعزيز ثقته بنفسه
مدح جهوده وليس فقط النتائج: إذا حاول التحدث إلى طفل جديد، يجب تشجيعه حتى لو لم تنجح المحاولة.
تعليمه تقبل نفسه كما هو: كل طفل لديه شخصية مختلفة، ومن المهم أن يعرف أن الصداقة لا تعتمد على تغيير نفسه ليرضي الآخرين.
تعزيز نقاط قوته: من خلال دعمه في مواهبه وهواياته، مما يساعده على تكوين صداقات مع من يشاركونه نفس الاهتمامات.
تجنب الضغط الزائد عليه
لا ينبغي إجبار الطفل على تكوين صداقات بسرعة، بل يجب منحه الوقت المناسب ليشعر بالراحة ويختار أصدقاءه بطريقته الخاصة.
بعض الأطفال يفضلون تكوين عدد قليل من الصداقات العميقة بدلاً من أن يكونوا اجتماعيين مع الجميع، وهذا طبيعي.
مساعدة الطفل على تكوين صداقات تتطلب الصبر والتشجيع المستمر. بدلاً من القلق، يمكن للأهل التركيز على خلق بيئة داعمة تعزز ثقته بنفسه وتوفر له فرصاً طبيعية للتفاعل مع الآخرين، مما سيساعده تدريجياً على بناء علاقات اجتماعية ناجحة.
اقرأ ايضا: الكلمات السحرية في تربية الاطفال
معرفة الصديق السيء
هناك بعض التصرفات التي تدل على أن الصديق قد يكون له تأثير سلبي على الطفل، وعندما تظهر هذه العلامات، يجب على الطفل الابتعاد عنه فوراً بمساعدة وتوجيه الأهل. من أهم هذه العلامات:
السلوك العدواني أو العنيف
إذا كان الصديق يستخدم العنف الجسدي (الضرب، الدفع، الشد) أثناء اللعب أو عند الاختلاف في الرأي.
إذا كان يقلل من شأن الطفل أو يسخر منه أمام الآخرين.
التنمر والإهانة المستمرة
إذا كان الصديق يتعمد إهانة الطفل أو التقليل من قيمته، سواء بالكلمات الجارحة أو الأفعال.
إذا كان يسخر من شكله أو طريقة كلامه أو أي شيء يخصه.
التلاعب والاستغلال
إذا كان الصديق يحاول استغلال الطفل لأغراض شخصية، مثل إجباره على إعطائه ألعابه أو أمواله.
إذا كان يطلب منه فعل أشياء لا يريدها تحت التهديد بعدم مصادقته.
التشجيع على السلوكيات الخاطئة
إذا كان الصديق يشجع الطفل على الكذب، الغش، أو القيام بأفعال خاطئة مثل السرقة أو الإساءة للآخرين.
إذا كان يدفعه للقيام بتصرفات غير أخلاقية أو خطيرة.
الغيرة والتنافس غير الصحي
إذا كان الصديق يشعر بالغيرة من نجاح الطفل ويحاول إحباطه بدلًا من دعمه.
إذا كان يتعمد التقليل من إنجازاته بدلاً من الاحتفال بها معه.
التحكم الزائد والسيطرة
إذا كان الصديق يحاول فرض سيطرته على الطفل، بحيث يمنعه من اللعب مع الآخرين أو يجبره على فعل أشياء لا يحبها.
إذا كان لا يسمح له باتخاذ قراراته بنفسه في اللعب أو الأنشطة المشتركة.
عدم الوفاء وانعدام الثقة
إذا كان الصديق يخون الطفل أو ينقل أسراره للآخرين.
إذا كان يتخلى عنه في المواقف الصعبة أو ينكر صداقته عند مواجهة المشاكل.

ماذا يجب أن يفعل الأهل؟
نصح الطفل وتوعيته: توضيح هذه العلامات له حتى يستطيع التمييز بين الصديق الجيد والسيئ.
تعليمه قول “لا” بثقة: حتى لا يشعر بأنه مضطر للبقاء مع صديق مؤذٍ.
توفير بيئة اجتماعية جديدة: تشجيعه على التعرف إلى أطفال آخرين أكثر إيجابية.
التدخل عند الضرورة: إذا كان الصديق يؤثر سلباً على نفسية الطفل، يجب توجيهه بعيداً عنه بلطف، دون إشعاره بأنه تحت إجبار.
الصداقة يجب أن تكون مبنية على المحبة والاحترام المتبادل، وإذا شعر الطفل أن صديقه يؤذيه بأي شكل من الأشكال، فعليه الابتعاد فوراً والبحث عن أصدقاء يعاملونه بطيبة واحترام.

يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا
تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا
مقال ملهم ومهم لكل أسرة