زهره حبيب
في يومٍ من الأيام، كان هناك طفل اسمه سامي، يحب اللعب والاكتشاف. وبينما كان يتجول في علّية بيت جدته القديمة، وجد صندوقاً خشبياً صغيراً.
فتحه بفضول، فوجد بداخله ساعة يد غريبة، عقاربها تدور بسرعة ثم تتوقف فجأة، وعلى زجاجها كلمات منقوشة تقول:
“اضغط الزر لتسافر عبر الزمن.”

قصةالساعة العجيبة/ السفر الى الماضي
ارتدى سامي الساعة، وضغط الزر دون تردد، وفجأة وجد نفسه في الماضي!
كان في شارع قديم مليء بالخيول والعربات، والبيوت من طين وحجر، والناس يرتدون ملابس مختلفة تماماً عن زمانه.
سار سامي بخطوات حذرة حتى رأى مجموعة من الأطفال يلعبون لعبة قديمة اسمها الطائرة الورقية. اقترب منهم بخجل، فابتسموا وقالوا:
– “هيا تعال العب معنا!”
أمسك سامي بخيط الطائرة، لكنها ارتفعت عالياً حتى كاد أن يتركها من المفاجأة. بمساعدة الاطفال تمكن من السيطرة عليها. شعر سامي بسعادة كبيرة، فقد اكتشف متعة اللعب البسيط.

اقرأ ايضا: قصة خبز السماء
قصة الساعة العجيبة/ بساطة الماضي الجميل
بعد ذلك، دعاه أحد الأطفال إلى بيتهم، وهناك رأى تنوراً من الطين تُخبز فيه الأم الخبز.
أخرجت رغيفاً ساخناً وقدّمته له، فانبهر سامي برائحته الشهية. قال وهو يأخذ قضمة:
– “يا لها من لذة! أفضل بكثير من الخبز الجاهز الذي نشتريه من المتجر.”

خبز التنور
وفي طريق عودته، رأى رجلاً يصلح عجلة عربة خشبية. اقترب منه ليساعده، فأعطاه الرجل مطرقة صغيرة وقال:
– “جرّب بنفسك يا بطل!”
طرق سامي على الخشب بحذر، فابتسم الرجل قائلاً: “أحسنت!”

تعجب سامي وهو يرى الأطفال يلعبون دون هواتف أو حواسيب، بل بألعاب خشبية وحبال! لعب معهم وضحك كثيراً، لكنه اشتاق لعصره.
شعر سامي أن الماضي مليء بالبساطة والعمل والضحك، لكنه تذكر عائلته وأصدقائه في عصره. عندها ضغط الزر مرة أخرى…
قصة الساعة العجيبة/ السفر الى المستقبل
ضغط الزر ضغطة طويلة، فإذا به يقفز إلى المستقبل!
نظر حوله بدهشة، فإذا بالسيارات تطير في السماء مثل الطيور، والمباني عالية جداً، كأنها تصل إلى الغيوم. اقترب منه روبوت صغير وقال بصوت لطيف:
– “أهلاً بك أيها الغريب، هل تحتاج إلى مساعدة؟”

ابتسم سامي وقال: “أريد أن أتعرف على ألعابكم!”
قاد الروبوت سامي إلى ساحة واسعة، حيث كان الأطفال يلعبون بلعبة عجيبة، كرة ضوئية تطير في الهواء.
كلما لمسها أحد الأطفال تحولت إلى ألوان متلألئة، ثم عادت لتقفز بين اللاعبين. جرب سامي اللعب، فطار خلف الكرة وهو يضحك، لكنها كانت سريعة جداً حتى تعثر ووقع.
ضحك الجميع، ثم ساعدوه على النهوض.

اقرأ ايضا: قصة المنزل المهجور
بعدها، دخل سامي إلى مدرسة المستقبل، فوجد أن المعلمة لم تكن إنسانة، بل شاشة ثلاثية الأبعاد تظهر فيها دروس تفاعلية. جلس بجانب الأطفال، وشاهد درساً عن الكواكب، وكأنه يسبح في الفضاء بينهم!

وفي السوق، رأى آلات غريبة تطبع الطعام مباشرة. جرب أن يطلب “بيتزا”، وفجأة خرجت من الآلة ساخنة وجاهزة. ذاقها وقال بدهشة:
– “رائعة… لكن خبز التنور في الماضي أطيب.”
ابتسم سامي وهو يتذكر مغامراته، ثم قال:
– “الماضي جميل، والمستقبل مدهش… لكن الأجمل هو أن أعيش حاضري.”
بعد مغامرات مثيرة، قرر سامي العودة إلى حاضره.
قصة الساعة العجيبة/ متعة السفر عبر الأزمان
ضغط زر الساعة ضغطة خفيفة، فعاد إلى علّية جدته، والساعة ما زالت على معصمه. ابتسم وقال:
“الزمن جميل في كل عصر… لكن أجمل ما فيه هو أن نعيش لحظتنا بسعادة.”

عاد سامي فجأة إلى علّية جدته، وكل شيء عاد كما كان. نظر حوله ليتأكد أنه بالفعل رجع إلى حاضره، ثم لمس الساعة وهو يبتسم. نزل مسرعًا إلى أمه، فوجدها تُحضّر له العشاء. جلس بجانبها وقال في نفسه:
“لقد رأيت الماضي وتعلمت بساطته، ورأيت المستقبل وانبهرت بتطوره… لكن لا شيء يضاهي دفء بيتنا وضحكة أمي.”
ضحك سامي من قلبه، وقال وهو ينظر إلى الساعة:
“الحاضر هو أجمل مكان أعيش فيه.”
ومنذ ذلك اليوم صار يحتفظ بها كسرّ صغير، يتذكر به أن الماضي يحمل الدروس، والمستقبل يحمل الأمل، أما الحاضر فهو أغلى هدية.
العبرة من قصة الساعة العجيبة:
– الماضي فيه بساطة ودروس، المستقبل فيه تطور وأمل، لكن الأجمل أن نعيش الحاضر ونستمتع به.
– رغم انبهار سامي بالماضي والمستقبل، اكتشف أن الحاضر هو الهبة الحقيقية التي يجب أن نعتز بها.
– نتعلم من الماضي، ونحلم بالمستقبل، لكن حياتنا الحقيقية نصنعها اليوم.
– خبز التنور في الماضي، وضحك الأصدقاء في الحاضر، قد يكون أغلى من كل التقنيات المتطورة.

يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا
تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا