هيا لنعرف أحداث قصة “فانوس قديم وفانوس جديد” في متجر الألعاب السحري الملون، حيث تتراقص الدمى وتتوهج الفوانيس ليلا،
على رف جميل في أحد الزوايا عاش فانوس قديم بهدوء وثقة وتواضع، ذات مرة وصلت ألعاب جديدة وأحدهم تباهى ببريقه وأغانيه.
فهل ينتصر الغرور والتباهي، أم أن الأصالة والتواضع هما الأجمل؟ هيا بنا نكتشف.
صاحب متجر الألعاب

الأستاذ علي لديه متجر كبير يبع فيه ألعاب الأطفال يضم متجر الأستاذ علي مجموعة كبيرة ومتميزة من الألعاب،
بعضها يصنعها بنفسه مثل الدمى الخشبية والأراجوز و أقنعة الحفلات، والبعض الآخر يحضره من مصانع الألعاب المحلية والمستوردة.
حلم الطفولة الجميل
محل الألعاب كان حلم الأستاذ علي منذ طفولته، فهو يعشق تصميم الألعاب والدمى ويتمنى أن يقدم عروض مسرحية بالعرائس التي يصممها.
لدى الأستاذ علي ركن خاص في متجره يضع فيه الألعاب القديمة المميزة، التي صممها وهو طفل ويضم كذلك الهدايا التي حصل عليها في الأعياد من جده ووالديه.
عادة يجذب هذا الركن المميز العديد من الأطفال ويبهرهم بدرجة كبيرة، دائما يسألون الأستاذ علي عمن صنعها و تاريخ الألعاب وكيفية اللعب بها و تشغيلها.
وصول الألعاب الجديدة

قبل رمضان استعد الأستاذ علي وطلب من مصنع اللعب أن يجهز له مجموعة متنوعة من الفوانيس مختلفة الأحجام والأشكال وشخصيات رمضان المميزة مثل بوجي وطمطم وبكار بالفعل وصلت الطلبية في الموعد المحدد.
هذه فرصتك لتعرف: قصة اللص الخطير شكل بن قطمير
ألعاب لكل مناسبة

فرح الأستاذ علي كثيرا لأنه يشعر بالرضى والسعادة إذا وجد الأطفال اللعب المناسبة للمواسم المختلفة،
فهو يعرض مثلا دمى سانتاكلوز و زينة شجرة الميلاد في رأس السنة، في شم النسيم يبيع سلات البيض الملون وحلقات الهولاهوب والكرات الملونة، لكي يستمتع بها الأطفال في الحدائق العامة،
أما في عيد الفصح فهو يقدم الأرانب المحشوة،
أيام عيد الفطر يبيع الدمى والبنادق والمسدسات وعربات السباق ،دمية الخروف يقدمها في عيد الأضحى.
فانوس قديم وفانوس جديد وطلبية جديدة من الألعاب
مع اقتراب شهر رمضان حرص الأستاذ علي على تجهيز الفوانيس الجميلة ذات الألوان والأضواء،
لهذا تعاقد مع مصنع الألعاب وشعر بسعادة غامرة عندما وصلت كراتين الفوانيس والدمى في موعدها.
نظف الأستاذ علي الرفوف تمهيدا لعرض الفوانيس الجديدة ودمى شخصيات رمضان وقام بالفعل بفتح الصناديق،
لكنه شعر بالإرهاق لهذا أجل رص الفوانيس الحديثة وأغلق المحل وعزم على العودة في الصباح الباكر.
متجر الألعاب السحري

قام الأستاذ علي بوضع الصناديق بجوار رف اللعب القديمة المميزة ليلا قفز فانوس بلاستيكي كبير لبني اللون وأخذ يشعل أضواءه البراقة في فخر ويشغل الأغنية المدمجة فيه مما أزعج باقي الألعاب، لم يكترث الفانوس الكبير لعلامات التأفف والضجر التي بدت على مجسمات بوجي وطمطم وبكار ولم يستجب لطلب الدب المحشو بغلق الأضواء وقال أريد أن أفرح بأنواري الساطعة البراقة كفاكم غيرة مني تطلبون مني الصمت لأنكم تشعرون بالنقص والغيظ، فانوس مثلي حديث كبير يستحق منكم التقدير والاحترام فأنا كما ترون في كامل لياقتي وقادم للتو من مصنع الألعاب وأمامي العديد من السنوات حتى أبدو مثلكم.
ثم نظر ناحية بوجي وطمطم وقال بغرور: هذا هو العجب العجاب لم يتبقى سوى أن أمتثل لطلبات الدمى المصنوعةمن بواقي الاقمشة وبعض حشو الفيبر لا أرى هنا أي لعبة تضاهي جمالي وبريقي.
سخرية الفانوس الجديد
إلتفت الفانوس البلاستيكي الكبير لرف اللعب القديمة وضحك ساخرا وقال ما هذا أيعقل أن يكون ما أراه حقيقي؟
فانوس معدني عتيق و به شمعة.
اعتقد أن عمرك تخطى الثمانين عاما مكانك الحقيقي هو صندوق القمامة لا أتصور أن يرغب باقتنائك أي طفل، جميع الأطفال يفضلون الفوانيس الحديثةالتي تضئ بالألوان وتغني بأغاني رمضان.
لا أعتقد أن أحدا يستطيع حمل فانوس معدني عتيق يصدر ضوء خافت من شمعته الضعيفة.
أفسح المجال بلا توانٍ في الصباح سأقف في مكاني الطبيعي ألا وهو واجهة المحل. أتوقع أن ينبهر بشكلي الجميع ومن يدري لربما صرت مشهورا لو اشتراني أحد المشاهير من المدونين أو صانعي المحتوى.
الفوانيس الصغيرة تزيد من غرور الفانوس الجديد
وافقت كلامه باقي الفوانيس البلاستيكيةالصغيرة التي كانت معه في الصندوق وقال أحدهم: بالطبع ستفعل هذا وأكثر أنت الأكبر والأجمل.
بينما قال الآخر: ليس هناك من هو أجمل منك ومن إضاءتك البراقة.
تعجب الفانوس القديم من كلام الفانوس الكبير ومرافقيه ولم يكترث البتة،
لكن الفانوس اللاستيكي اغتاظ من تجاهله له،
فقال: هيا تنح من أمامي لا أريد أن يفسد مظهري إذا وقفت بجانبك أتمنى أن يضعني صاحب المتجر في مكان بعيد عنك تماما.
حكمة الفانوس القديم

هنا قال الفانوس القديم بهدوء: تعلمت أن الغرور ماهو إلا
تعبير عن نقص ما وخلل في شخصية المتكبر لا يختال ويتفاخر إلا قليل الثقة بنفسه،
أنا قديم لكني أعرف تماما قيمتي ولا يقدرني سوى أصحاب الذوق الرفيع ومُحبي الأصالة والتميز.
الطائرة الحربية تضع حدا للفانوس المتكبر وأعوانه
سخر الفانوس البلاستيكي وقال: كل الناس تحب المقتنيات العصرية من يرغب في تشويه بيته بخردة معدنية يعلوها الصدأ والتراب.
ضحكت الفوانيس البلاستيكية الصغيرة، لكن الطائرة الكبيرة الحربية ذات أضواء الليزر حامت فوقهم وصاحت وعلا صوت محركها،
وقالت: كفاكم كان المتجر في غاية الهدوء والتناغم قبل وصولكم من الأفضل ألا تزعجونا بثرثرتكم الفارغة.
تراجع الفانوس البلاستيكي ورفاقه خوفا من بطش الطائرة الحربية.
الفانوس الجديد في واجهة المتجر

في الصباح قام الأستاذ علي بفتح باب المتجر ووضع ملصقات الأسعار أسفل الفوانيس عدا الفانوس البلاستيكي الكبير.
شعر الفانوس بالكِبْر أكثر وأكثر واعتقد أنه لا يمكن تقديره بثمن وأخذ ينظر باحتقار لباقي الفوانيس.
استعد الأستاذ علي لاستقبال الزبائن وقام بوضع الفوانيس الصغيرة على الأرفف ووضع الفانوس البلاستيكي الكبير على منضدة العرض الزجاجية الكبيرة.
ماهي إلا دقائق واكتظ المتجر بالرواد من الأطفال وذويهم فرح الصغار بجمال فوانيس رمضان واقبلوا على شرائها.
تقدم الطفل إسلام جار الأستاذ علي الجديد من الفانوس القديم وقال انظري يا أمي ما أجمله! زخارفه مميزة للغاية.
قالت الأم: ما أجمله حقا هل يعجبك يا إسلام ؟
أجاب إسلام: بالطبع يا أمي أراه أجمل فانوس في المتجر.
قالت الأم: هو بالفعل فانوس مميز لكن ليست عليه بطاقة السعر سأسأل صاحب المتجر عن ثمنه.
فانوس مميز للغاية

سألت الأم الأستاذ علي عن سعر الفانوس القديم،
فقال لها: هذا الفانوس تتوارثته العائلة،
قام بصنعه جدي الأكبر من معدن النحاس المُطعم بالفضة وهو عزيز على قلبي،
لأن جدي أعطاه لي كهدية عند افتتاح المحل عادة ألمعه وأضعه في الواجهة.
عرض علي أحد خبراء التحف ذات مرة أن يشتريه بمبلغ ضخم لكني لا أرغب في بيعه مع مرور الوقت تزداد قيمته و يرتفع سعره.
نهاية الغرور

اغتاظ الفانوس البلاستيكي الكبير وحاول أن يهز اسطوانته لتنطلق الأنشودة وأخذ يقفز لكي يضغط على الزر،
لكنه ولفرط تعجله وقع من فوق المنضدة الزجاجية فتحطم انتبه كل رواد المحل وخاصة إسلام وقال: يا أستاذ علي لقد تحطم الفانوس تماما.
إعادة أجزاء الفانوس الجديد للمصنع
ربت الأستاذ علي على ظهر إسلام وقال: لا تقلق يا إسلام هو فانوس من الشركة المصنعة تعطيه للمتاجر بلا مقابل،
ليقوم البائع بوضعه في الواجهة وعادة يتم تصنيعه من بواقي الفوانيس وتستخدم في تجميعه خامات خفيفة و رديئة للغاية.
سأل إسلام بحزن: هل ستبقى الواجهة فارغة؟
بالطبع لا سأجمع أجزاء الفانوس المكسور وأعيده إلى المصنع لإعادة تدويره وأضع بدلا منه الفانوس النحاسي بعد إعادة تلميعه.
أدركت كل الألعاب والفوانيس أن التكبر والغرور صفتين لازمتين للطبع الرديء والأصل المتدني.
في الختام

أصدقائي لا يليق بنا أن نتصرف مثل الفانوس البلاستيكي الكبير ونتفاخر بشكلنا أو حتى بسبب ما نملكه من مال كلنا بشر من أصل واحد يجب أن نتواضع ونتعاون لتسعد البشرية كلها.
الغرور أحبائي لا يجلب سوى الخسارة و التواضع هو سر السعادة والنجاح.
فلنكن جميعًا مثل الفانوس القديم، نضيء بنور التواضع والحكمة، ونسعد قلوب من حولنا.
دمتم بكل ود.
أسماء خشبة.
يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا
تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا