زهره حبيب
في غابةٍ بعيدةٍ، حيث الأشجارُ العاليةُ والزهورُ الملوّنةُ، كان هناك غولٌ ضخمٌ يُدعى “غلوف”، طيب القلب، يعيش في كهفٍ مظلمٍ على أطراف الغابة.
كان الجميعُ يخافُ منه، ليس لأنه شرير، بل لأنه كان غاضباً دائماً، يزأر بصوتٍ عالٍ ويكسر الأشجارَ دون أن ينتبه.
على غصن شجرةٍ قريبةٍ من كهف الغول، كانت تعيشُ عصفورةٌ صغيرةٌ تُدعى “زينة”، وكانت حكيمةً وذكيةً رغم صِغر حجمها.

غلوف الحزين
لاحظت زينة أن الغول يجلسُ حزيناً أمام الكهف كل مساءٍ، فنزلت إليه وسألته بلطف:
– “لماذا تبدو حزيناً يا غلوف؟”
تنهد الغول وقال بصوتٍ خافت:
– “لأن الجميع يخاف مني، ولا أحد يريد أن يكون صديقي.”
فكرت العصفورة قليلاً ثم قالت:
– “ربما لأنك تُظهر الغضب بدل اللطف. هل جربت أن تبتسم بدل أن تزأر؟”
ضحك الغول مستغرباً:
– “أنا غولٌ ضخمٌ! كيف يمكنني أن أكون لطيفاً؟”
ابتسمت زينة وقالت:
– “اللطف لا يعتمد على الحجم، بل على القلب.”
اقرا ايضا: حكاية الجرة الذهبية
الغول يساعد حيوانات الغابة
قرر غلوف أن يُجرّب، لكنه لم يكن يعرف كيف يبدأ. فاقترحت عليه زينة أن يساعد الحيوانات في أمور صغيرة دون أن يخيفهم.
في البداية، بدأ بوضع الفاكهة أمام بيوت الأرانب دون أن يقترب منهم، وترك الماء قرب وكر السناجب في الأيام الحارة. لاحظت الحيوانات هذه الأفعال الطيبة، لكنها كانت لا تزال مترددة في الاقتراب.
بعد أيام، رأى الغول عصفوراً صغيراً عالقاً بين الأغصان، فاقترب بحذر ومد يده الكبيرة لينقذه. حينها، رأى الأرنب من بعيد وقال لأصدقائه:
– “الغول غلوف أنقذ العصفور! ربما هو ليس مخيفاً كما كنا نظن.”
في اليوم التالي، وجد الغول السلحفاة تحاول عبور الجدول لكنها لم تستطع.
بدلاً من أن يتجاهلها، حملها بلطف على كفه الكبير ووضعها على الضفة الأخرى. رآه القندس وهو يساعدها فقال:
– “لم يستخدم قوته لتحطيم الأشياء، بل لمساعدة الآخرين!”

الحيوانات تصادق الغول غلوف
بدأت الحيوانات تقترب بحذر، أولًا من بعيد، ثم شيئاً فشيئاً اقتربوا أكثر.
وعندما رأوا أن الغول يبتسم لهم بدلاً من الزئير، شعروا بالأمان. في أحد الأيام، اقترب الأرنب وقال:
— “شكراً لك على الفاكهة!”
اقرأ ايضا: النجار الذكي والذئب الشرير
فرح الغول كثيراً، وأدرك أن الحيوانات لم تعد تخاف منه. وفي المساء، جاءت زينة وقالت له:
— “هل رأيت؟ اللطف والصبر يجعلان الآخرين يحبوننا.”
وكم كانت دهشته كبيرة عندما بدأ الجميع يقترب منه بلا خوف!
في المساء، جاءت زينة وقالت له:
— “هل رأيت؟ اللطف يصنع الأصدقاء.”
ابتسم الغول غلوف وشعر بسعادة لم يشعر بها من قبل، وأدرك أن القوة الحقيقية ليست في الضخامة، بل في القلب الطيب.

النهاية
الحكمة:
اللطف والمعاملة الحسنة يجعلان الآخرين يحبوننا، حتى لو كنا مختلفين عنهم.
يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا
تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا
