زهرة حبيب

حكاية الملك والحكيم الفقير، كان يا ما كان، في قديم الزمان، كان هناك ملك يعيش في قصرٍ كبير، يملك الذهب والمجوهرات، والخيول والأراضي الواسعة.

 لكن رغم كل هذا الثراء، لم يكن سعيداً. كان يشعر بأن هناك شيئاً ينقصه، لكنه لا يعرف ما هو.

قصر الملك

وذات يوم، جمع الملك حكماء مملكته وسألهم:
— “أريد أن أعرف سر السعادة! كيف أصبح سعيداً بحق؟”

سر السعادة

حاول الحكماء إعطاءه النصائح، فقال أحدهم: “زد من ذهبك!”، وقال آخر: “اجعل جيشك أقوى!”، وقال ثالث: “ابنِ قصرًا أكبر!”، لكن شيئاً لم يغير حال الملك، وظل يشعر بالحزن.

حتى جاء إليه أحد مستشاريه وقال:
— “يا مولاي، سمعت أن هناك حكيماً يعيش في كوخ صغير على أطراف المملكة، ويقال إنه أسعد رجل في البلاد!”

وزراء الملك

الحكيم الفقير

أمر الملك بإحضار العربة، وذهب بنفسه للقاء هذا الحكيم الفقير. وعندما وصل، وجد رجلاً بسيطًا يرتدي ثياباً مهترئة، لكنه كان يبتسم بسعادة وهو يعمل في حديقته الصغيرة.

قال له الملك:
— “أيها الحكيم، أملك كل شيء، لكني لا أشعر بالسعادة. ما هو سر السعادة الحقيقية؟”

حكاية الملك و الحكيم الفقير

اقرأ ايضا: قصة الأرنب الذكي والأسد الجائع

ابتسم الحكيم وقال:
— “يا مولاي، السعادة ليست في الذهب ولا في القصور، بل في القلب الراضي. السعادة تأتي من العطاء، ومن حب الناس، ومن الامتنان لما لديك.”

حيرة الملك

تعجب الملك وسأله:
— “وكيف أتعلم ذلك؟”

ابتسم الحكيم وأشار إلى نافذة كوخه، ثم قال:


— “هل ترى ذلك الفتى هناك؟ إنه يعمل في الحقول طوال اليوم، ورغم تعبه، يعود إلى منزله سعيداً لأنه يعيل أسرته بحب.”

حكاية الملك والحكيم الفقير

ثم أشار إلى سيدة عجوز تجلس أمام منزلها تخيط الملابس، وقال:
— “وهذه المرأة تخيط الملابس للفقراء بلا مقابل، وعندما ترى ابتسامتهم، تشعر بسعادة لا يشتريها الذهب.”

حكاية الملك والحكيم الفقير

ثم أشار إلى رجل بسيط يساعد جاره في بناء بيته، وقال:
— “وهذا الرجل رغم فقره يساعد جاره، لأنه يعلم أن الحب والتعاون هما كنز الحياة الحقيقي.”

اقرأ ايضا: قصة امنية الوردة الحمراء

فقال الحكيم:
— “جرّب أن تمنح من حولك الحب والعون، أن تشاركهم أفراحهم وأحزانهم، أن تنظر إلى ما لديك بعين الرضا. ستجد السعادة تزهر في قلبك كما تزهر الأزهار في الربيع.”

فكر الملك في كلام الحكيم، وقرر أن يزور شعبه بنفسه، ويساعد الفقراء، ويقضي وقتاً مع أطفاله، ويمتن لكل نعمة في حياته. وبعد فترة، أدرك أن قلبه أصبح أخف، وروحه صارت أكثر إشراقاً.

وفي أحد الأيام، بينما كان يمشي في قريته مبتسماً، سمع أحد الأطفال يقول لأمه:
— “أمي، الملك صار يشبه الحكيم الفقير!”

الملك العادل

ضحك الملك وقال للحكيم:
— “الآن فهمت سر السعادة! السعادة ليست في الأخذ، بل في العطاء.”

ومنذ ذلك اليوم، أصبح الملك حكيماً وسعيداً، وعلم أن السعادة الحقيقية لا تُشترى بالذهب، بل تُصنع بالحب والرضا.

النهاية

العبرة من القصة:

السعادة لا تأتي من المال والممتلكات، قد يملك الإنسان كل شيء مادي، لكنه لن يكون سعيداً حقاً إلا إذا شعر بالرضا الداخلي.
عندما يساعد الإنسان غيره، يشعر بقيمة حقيقية لحياته، وهذا يجلب له السعادة أكثر من أي كنز.

الأشخاص الذين يعيشون ببساطة ويقدرون النعم الصغيرة يكونون أكثر سعادة من الذين يطاردون الثروة والسلطة.

 عندما يكون الحاكم قريباً من شعبه ويساعدهم، يصبح محبوبًا، وهذا يمنحه إحساساً بالسعادة والإنجاز.

 تجربة الخير ومساعدة الآخرين تمنح القلب سعادة لا يمكن وصفها بالكلمات فقط.

Zhora & Asoma

يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا

تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *