زهره حبيب

قصة خبز السماء/ في قرية صغيرة بين الجبال، عاشت أرملة طيبة تُدعى أم ياسين. كانت تعيش في بيتٍ قديم مع أطفالها الثلاثة، وكان الشتاء قد بدأ والبرد قارس، ولا يوجد في البيت سوى القليل من الدقيق وقطرات زيت.

في كل صباح، كانت أم ياسين ترفع يديها إلى السماء وتدعو:
“يا رزّاق، يا كريم، ارزقني ما يُشبع بطون أطفالي ويُدفئ قلوبهم.”

قصة خبز السماء/ أم ياسين مع الاطفال
قصة خبز السماء / الاطفال جائعون

قصة خبز السماء/ الله لا ينسى عباده

كان أطفالها، ياسين، وسلمى، وحمزة، يجلسون حولها ويبتسمون رغم الجوع، لأنهم يعلمون أن أمهم لا تنسى الدعاء، وأن الله لا ينسى عباده.

في ذلك اليوم، لم يتبقَّ في البيت شيء يُؤكل. نظرت أم ياسين إلى أطفالها بحنان وقالت:


“هيا نصلي ونطلب من الله، فهو لا يخذلنا.”

ام ياسين تتضرع الى الله
أم ياسين تتضرع الى الله

اقرأ ايضا: قصة الغول غلوف الطيب

قصة خبز السماء/ غريب يطرق الباب

وما إن انتهوا من الدعاء، حتى سُمع طرقٌ خفيف على الباب…

فتحت أم ياسين الباب، فوجدت رجلاً مسناً يرتدي عباءة صوفية، ويمسك بعصاه. ابتسم وقال:
“السلام عليكم يا ابنتي، كنت أمرُّ بجانب بيتك، وشعرت بأحساس غريب بأن عليً أن أطرق الباب. هل تحتاجين شيئاً؟”

اغرورقت عينا أم ياسين بالدموع، لكنها حاولت أن تخفي حزنها، وقالت بأدب:
“الحمد لله، نحن بخير، لكننا بحاجة لدعائكم.”

ابتسم الرجل وقال بلطف:
“الدعاء وحده لا يكفي… الله يُرسل رزقه بطرقٍ كثيرة.”

قصة خبز السماء/ رجل يوزع الطعام على الفقراء
رجل يوزع الطعام على الفقراء


ثم نادى شاباً يقف خلفه، كان يحمل كيساً كبيراً فيه خبز، وتمر، وزيت، وقطعة من الجبن، وبعض الفحم للتدفئة.

صاحت سلمى:
“يا أمي، جاء الطعام!”

اقرا ايضا: الفتى عاصم وجوهرة النجوم

قصة خبز السماء / سعادة أم ياسين

أخذت أم ياسين الكيس ودموع الفرح في عينيها، فقال الرجل:
“لا تنسوا أن تشكروا الله أولاً، ثم ادعوا لمن يسّر لكم هذا الرزق.”


ثم مضى في طريقه دون أن يطلب شيئاً، وكأنه ملاك أُرسل من السماء.

في تلك الليلة، جلست العائلة حول الموقد، تأكل وتضحك، وقال ياسين:
“أمي، هل تعتقدين أن الرجل كان يعرف أننا جائعون؟”

قصة خبز السماء/ سعادة أم ياسين
سعادة أم ياسين

فأجابته بابتسامة:
“الله هو الذي يعرف، وهو الذي أرسله… الرزق لا يضيع ما دام القلب مؤمناً.”

ومنذ ذلك اليوم، علّمَت أم ياسين أطفالها أن الإيمان لا يعني فقط أن نصبر، بل أن نؤمن أن الفرج قريب، وأن الله لا ينسى عباده الصالحين.

النهاية

العبرة من القصة تدور حول عدة قيم إنسانية ودينية، منها:

  1. الإيمان واليقين بالله:
    الأرملة لم تفقد الأمل رغم الفقر، وكانت تؤمن أن الله سيرزقها، وهذا الإيمان كان مصدر قوتها.
  2. الصبر في الشدة:
    العائلة صبرت على الجوع والبرد، لكنها لم تشكُ أو تتذمر، بل لجأت إلى الدعاء والرضا.
  3. الكرم والتراحم بين الناس:
    الرجل المسن لم يتجاهل حاجة الأرملة، بل بادر بالمساعدة من تلقاء نفسه، مما يعكس أهمية التراحم في المجتمع.
  4. إن الله يرزق من يشاء بغير حساب:
    جاء الفرج فجأة بعد الدعاء، وكأن الله استجاب بسرعة، مما يعلّم الأطفال أن الرزق بيد الله وقد يأتي من حيث لا نحتسب.
    الأم علّمت أبناءها أن يشكروا الله أولاً، ويعرفوا أن كل نعمة هي من عنده.

هذه القصة تزرع في نفوس الأطفال الثقة بالله، والتعاطف مع الآخرين، وتشجعهم على عمل الخير ومساعدة المحتاجين.

Zhora & Asoma

يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا

تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *