حكاية الراعي الكاذب سالم

زهره حبيب

حكاية الراعي الكاذب سالم/ في قديم الزمان، كان هناك راعٍ صغير اسمه سالم، يعمل في رعي الأغنام على تلة خضراء جميلة. كان سالم مرحاً ويحب المزاح كثيراً، لكنه لم يكن يدرك أن المزاح في غير وقته قد يسبب مشكلات كبيرة!

مزاح سالم لخداع أهل القرية

في أحد الأيام، جلس سالم تحت شجرة كبيرة، شعر بالملل وقال لنفسه وهو يضحك:

  • “ماذا لو خدعت أهل القرية قليلاً؟ سأصرخ بأن الذئب هجم على الغنم! سيكون مضحكاً أن أراهم يركضون!”

فقام سالم فجأة وصاح بأعلى صوته:

–  “النجدة! الذئب! الذئب يأكل الغنم!”

أهل القرية صدقوا كذبة سالم

سمع أهل القرية صراخه، وأسرعوا حاملين العصي والمكانس والمعالق الكبيرة! حتى العجوز أم حسن جاءت وهي تلوّح بسكين المطبخ!

وصلت أم حسن لاهثة: “أين الذئب؟ سألقنه درساً لن ينساه!” 

بعدها وصل العم صابر وهو ممسك بمغرفة: “سأجعله حساء الذئاب اليوم!”

لكن عندما وصلوا، وجدوا الغنم تأكل العشب بسلام، وسالم يضحك حتى وقع على الأرض.

قال سالم ضاحكاً: “كانت مزحة! لا ذئب ولا شيء!”

غضب القرويون وقال العم صابر وهو يهز إصبعه:

–  “لا تكذب يا سالم! الكذب عاقبته وخيمة.”

ضحك سالم أكثر، ولم يهتم.

اقرأ ايضاً: حكاية الملك والحكيم الفقير

سالم يكذب من جديد

بعد عدة أسابيع، كرر سالم المقلب وصاح مجدداً:

–  “الذئب! الذئب! إنه يرقص بين الأغنام!”

ركض القرويون مرة أخرى، وأم حسن كانت هذه المرة تحمل مقلاة! ولكنهم لم يجدوا شيئاً إلا سالم وهو يقلد الذئب ويرقص وسط الغنم.

وضعت أم حسن يدها على خصرها: “سالم، لو كان هناك جائزة لأغبى نكتة، لفزت بها!”

ضحك سالم كثيراً، ولكنه لم يعلم أن المفاجأة الحقيقية قادمة…

سالم الراعي

كذبة سالم تتحول الى حقيقة

الذئب يحاول الهجوم على القطيع

في أحد الأيام، وبينما كان سالم يلعب بعصاه تحت الشجرة، ظهر ذئب حقيقي من خلف الأشجار، عيونه لامعة وأسنان تلمع تحت الشمس!

صرخ سالم بأعلى صوته مرعوباً:

  •  “النجدة! الذئب! الذئب حقيقي هذه المرة!”

لكن أهل القرية كانوا قد تعبوا من خدعه، وقال العم صابر وهو يتثاءب:

– “آه، سالم يغني لنا أغنية الذئب الجديدة… دعوه يغني وحده!”

حاول سالم الصراخ أكثر:

– “صدقوني! الذئب هنا، ويريد أن يجعلني غداءه!”

لكن لم يأتِ أحد…

ذكاء سالم ينقذه من الذئب

وقف سالم في مكانه لحظة وهو يفكر بسرعة:

– “لا أحد سيأتي لمساعدتي… عليّ أن أتصرف بحكمة!”

فكر سالم في خطة ذكية:
كان معه جرسٌ كبير يعلقه عادة برقبة الكبش القوي “شجاع”، فأخذه بسرعة وربطه بعصاه وبدأ يهزه بقوة ليصدر رنيناً عالياً جداً. كان الجرس صاخباً مزعجاً.

الر اعي الكاذب سالم

وبينما كان سالم يدق الجرس ويركض بين الأغنام، بدا الأمر وكأن هناك جيشاً كاملاً قادم!
ارتبك الذئب، رفع أذنيه، نظر حوله في قلق، ثم ركض هارباً نحو الغابة دون أن يؤذي الغنم.

اقرأ ايضاً: الأرنب الذكي والأسد الجائع

تجمع أهل القرية

بعد دقائق، لاحظ بعض القرويين من بعيد صوت الجرس وصياح الأغنام، ففهموا أن الأمر حقيقي هذه المرة.

ركض العم صابر وقال: “آه يا الهي! يبدو أن الذئب جاء فعلاً!”

وصلوا إلى التل فوجدوا سالم بين الغنم، متعرقاً، لكنه بخير.

قالت أم حسن مندهشة:  “كيف طردت الذئب وحدك يا سالم؟”

ابتسم سالم وقال وهو يلوح بالجرس مفتخراً:

“بذكائي يا أم حسن! وعبرة لكل من يكذب الصدق دائماً ينقذنا!”

تعلم سالم درساً مهماً ذلك اليوم:

لقد وعد القرويين قائلاً: “لن أكذب مرة أخرى! و سأستخدم نكاتي فقط في الحفلات العائلية !”

ضحك الجميع وصفقوا له، ومنذ ذلك اليوم أصبح سالم معروفاً بين القرويين بأنه “الراعي الذكي”، وعاش يرعى غنمه بصدق وشجاعة، ويملأ التلال ضحكاً وفرحاً، ولكن دون كذب.

النهاية

العبرة من قصة الراعي الكاذب هي:

– الصدق ينجي صاحبه، والكذب يفقد الثقة

– التفكير بهدوء في الأزمات يقود إلى النجاة

–  المزاح له وقت وحدود

– من يخطئ ويتعلّم يصبح أقوى

يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا

تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا

Zhora & Asoma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *