زهرة حبيب

التربية الايجابية في تربية الأطفال مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الوالدين، وهي تتطلب توازناً بين الحب والحنان من جهة، والحدود والضوابط من جهة أخرى. 

غالباً ما يختلط على البعض مفهوم التربية الإيجابية مع تدليل الطفل، إلا أن الفرق بينهما كبير ومؤثر على مستقبل الطفل وشخصيته.

أولاً: ما هو تدليل الطفل؟

تدليل الطفل هو الإفراط في تلبية جميع رغباته ومتطلباته دون وضع حدود واضحة، حتى لو كانت هذه الرغبات غير معقولة أو غير مناسبة لسنه. يتسم التدليل غالباً بـ:

الاستجابة السريعة لكل طلب أو بكاء دون تفكير.

عدم محاسبة الطفل على أخطائه وتجنب تأديبه.

تقديم مكافآت مفرطة دون أن يبذل الطفل جهدًا.

تحمل الوالدين كل مسؤوليات الطفل وعدم تعليمه الاستقلالية.

آثار تدليل الطفل

 يصبح الطفل غير قادر على تحمل مسؤولياته في المستقبل.

 يعتمد الطفل بشكل مفرط على الآخرين لتحقيق احتياجاته.

 قد يواجه الطفل مشاكل في التفاعل مع المجتمع وقبول الرفض.

 قد يصبح الطفل متمركزاً حول نفسه وغير متعاطف مع الآخرين.

آثار الدلال المفرط
آثار الدلال المفرط لطفلك

ثانياً: ما هي التربية الإيجابية؟

التربية الإيجابية هي نهج يعتمد على الحب والاحترام مع وضع حدود وقواعد واضحة تساهم في تنمية شخصية الطفل بطريقة متوازنة. تتسم التربية الإيجابية بـ:

تشجيع السلوك الإيجابي بدلًا من التركيز على العقاب.

وضع حدود واضحة: تعليم الطفل ما هو مقبول وما هو غير مقبول بأسلوب هادئ وحازم.

التواصل الفعّال: الاستماع للطفل والتحدث معه لفهم مشاعره واحتياجاته.

تعليم المسؤولية: تشجيع الطفل على الاعتماد على نفسه وتحمل نتائج أفعاله.

التعاطف والتوجيه: تقديم الدعم العاطفي والتوجيه بدون مبالغة أو تحكم كامل.

التربية الايجابية
التربية الايجابية

الفرق بين التدليل والتربية الإيجابية:

المجالالتدليلالتربية الإيجابية
التعامل مع الطلباتتلبية جميع الطلبات دون تفكيرتلبية الطلبات المعقولة فقط وتفسير سبب الرفض للطلبات الأخرى.
وضع الحدودغياب الحدود، الطفل هو المسيطروجود حدود واضحة تحترم احتياجات الطفل وتعلمه الانضباط.
المسؤوليةتحمل الوالدين المسؤولية بالكاملتعليم الطفل الاعتماد على نفسه تدريجيًا.
التوجيهتقديم الحماية المفرطةتقديم التوجيه مع منح الحرية المناسبة.

كيف نطبق التربية الإيجابية دون الوقوع في فخ التدليل؟

 تأكد من أن الطفل يعرف ما هو متوقع منه، وكن حازماً في تطبيق القواعد.

استمع لطفلك وتعاطف معه، ولكن لا تستسلم لطلبات غير معقولة.

 بدلاً من حل جميع مشاكله، ساعده على التفكير واتخاذ قرارات مناسبة.

 أظهر لطفلك السلوكيات التي تريد أن يكتسبها مثل الصبر والاحترام والمسؤولية. شجع طفلك على القيام بمهام يومية بنفسه حتى يشعر بالإنجاز.

في حين أن التدليل قد يبدو وسيلة للتعبير عن الحب، إلا أنه يضر بتطور الطفل على المدى البعيد. أما التربية الإيجابية، فهي تعزز من ثقة الطفل بنفسه، وتساعده على بناء شخصية قوية قادرة على مواجهة تحديات الحياة. الحب الممزوج بالحزم والاحترام هو المفتاح لتربية طفل سعيد ومتوازن.

اقرأ ايضاً: الكلمات السحرية في تربية الأطفال

علامات تدليل الطفل بشكل مفرط

هناك العديد من العلامات التي تشير إلى أن الأبوين قد أفرطا في تدليل طفلهما. إذا لاحظ الوالدان هذه العلامات، فمن المهم مراجعة أسلوب التربية وإجراء التعديلات اللازمة. إليك أبرز هذه العلامات:

إذا أظهر الطفل ردود فعل قوية ومبالغ فيها (كالبكاء، الصراخ، أو نوبات الغضب) عند رفض طلباته.

يصبح غير قادر على التكيف مع فكرة عدم الحصول على ما يريد فوراً.

يتجنب الطفل أداء المهام اليومية البسيطة، مثل ترتيب غرفته أو حمل أشيائه.

يعتمد كلياً على الوالدين أو الآخرين لتلبية احتياجاته.

يميل الطفل إلى التذمر أو الإلحاح المستمر للحصول على ما يريد دون أي انتظار.

يُظهر عدم قدرة على تحمل التأخير أو المواقف التي تتطلب صبراً.

يصبح الطفل متمركزاً حول ذاته، غير مبالٍ باحتياجات أو مشاعر الآخرين.

لا يشارك ألعابه أو ممتلكاته مع الآخرين بسهولة.

علامات تدليل الاطفال
علامات تشير الى الافراط في تدليل الطفل

يرفض الطفل الالتزام بالقوانين والقواعد سواء داخل المنزل أو خارجه (في المدرسة، مثلاً).

يظهر تمرداً أو عدم احترام للسلطة.

يظهر الطفل قلة استقلالية حتى في الأمور التي تناسب عمره.

يطلب المساعدة في كل شيء، حتى في المهام التي يستطيع إنجازها بنفسه.

لا يظهر الطفل امتناناً لما يُقدّم له، بل يتوقع دائماً المزيد.

قد يتذمر حتى عند حصوله على أشياء جديدة لأنه لا يشعر بالرضا بسهولة.

يعاني الطفل من مشاكل في التفاعل مع الأطفال الآخرين، مثل صعوبة تقبل الخسارة في الألعاب أو الاختلاف في الآراء.

قد يفضل العزلة بسبب عدم قدرته على بناء علاقات متوازنة.

طرق تعديل سلوك الاطفال

هناك العديد من الطرق الفعّالة التي يمكن للآباء استخدامها لتعديل سلوك الأطفال وتوجيههم نحو التصرفات الإيجابية. المفتاح هو استخدام أساليب توازن بين الحب والحزم. إليك أهم الطرق:

استمع للطفل: قد يكون سلوكه ناتجاً عن مشاعر غضب، خوف، ملل، أو عدم فهم. حاول معرفة السبب الحقيقي.

راقب البيئة المحيطة: هل هناك تغييرات أو ضغوط تؤثر على الطفل مثل مشكلات في المدرسة أو تغييرات عائلية؟

حدد التوقعات: ضع قواعد بسيطة ومفهومة تتناسب مع عمر الطفل.

كن ثابتاً: استمر في تطبيق القواعد دون تهاون، حتى يدرك الطفل أن هذه القواعد ليست مؤقتة.

كافئ السلوك الجيد: عندما يقوم الطفل بتصرف جيد، امتدحه أو قدم له مكافأة صغيرة.

استخدم الكلمات الإيجابية: مثل “أحسنت”، “أنا فخور بك”، لرفع معنوياته وتشجيعه.

العواقب الطبيعية: دع الطفل يواجه نتائج أفعاله دون تدخل (ما لم يكن هناك خطر). مثال: إذا رفض ارتداء معطفه، سيشعر بالبرد.

العواقب المنطقية: اجعل العقوبة مرتبطة بالسلوك. مثال: إذا كسر لعبة عن عمد، لا يتم استبدالها.

إذا قام الطفل بسلوك غير مقبول، يمكن إبعاده عن الموقف لفترة قصيرة ليهدأ ويفكر في تصرفه.

اجعل الوقت المستقطع مناسباً لعمر الطفل (دقيقة واحدة لكل سنة من عمره).

تعليم التعبير عن المشاعر: شجع الطفل على التعبير بالكلمات بدلاً من الصراخ أو البكاء.

كن قدوة: استخدم كلمات هادئة وإيجابية عند التحدث مع الآخرين أمام الطفل.

الحد من الوقت أمام الشاشات: تقليل تعرض الطفل للمحتويات التي قد تؤثر سلباً على سلوكه.

اختيار بيئة إيجابية: تأكد من أن الطفل يتفاعل مع أصدقاء أو أنشطة تعزز السلوك الجيد.

الصراخ أو التهديد قد يجعل الطفل يشعر بالخوف أو التحدي، مما يؤدي إلى سلوك أسوأ.

بدلًا من ذلك، استخدم نبرة حازمة ولكن هادئة، واشرح عواقب أفعاله.

تعديل السلوك عملية تحتاج إلى وقت وصبر. لا تتوقع تغييراً فورياً، وكن مستمراً في تطبيق الأساليب.

تجنب الإحباط إذا لم تتحسن الأمور بسرعة، فالتغيير يأتي تدريجياً.

اقرأ ايضا: كيف يساعد الآباء في تنظيم جدول يومي لروتين الأطفال

سلوك الاطفال
تعديل سلوك الاطفال

أمثلة عملية لتعديل السلوك

مثال 1: الطفل يصرخ للحصول على شيء

بدلًا من: الصراخ عليه.

 قل له: “لن أستمع إذا كنت تصرخ. تحدث بهدوء، و سأساعدك.”

مثال 2: الطفل يرفض ترتيب غرفته

بدلًا من: القيام بالمهمة عنه.

 حوّلها إلى لعبة: “دعنا نرى من يستطيع جمع الألعاب بشكل أسرع!”

مثال 3: الطفل يضرب أخاه

بدلًا من: معاقبته مباشرة.

 تحدث معه بعد أن يهدأ: “لماذا ضربت أخاك؟  كان يمكنك التعامل مع الموقف بطريقة أفضل.”

تعديل سلوك الأطفال يحتاج إلى حب، صبر، وحزم. كل طفل فريد بطبيعته، لذا عليك اختيار الطريقة الأنسب التي تتماشى مع شخصيته وظروفه. بتوفير بيئة إيجابية وداعمة، يمكن تقويم السلوك غير المرغوب فيه وتنمية شخصية الطفل بشكل صحي ومتوازن.

يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا

تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *