هيا لنتعرف على مغامرة الأميرة نورا داخل مملكة الزهور، في قديم الزمان عاشت أميرة جميلة صغيرة في سعادة قصر أبيها الملك،
اعتادت الأميرة كل صباح على النزول إلى حديقة القصر لرؤية الزهور البديعة والأشجار الخضراء والتمتع بالنسمات الصباحية.
تحب نورا الرسم والتلوين ولديها لوحات رائعة رسمتها بمفردها.
حفل ميلاد الأميرة نورا

في أحد الصباحات المشرقة استيقظت الأميرة نورا ووجدت الغرفة الرئيسية في القصر مزينة بالبالونات والورود.
سألت الأميرة نورا والدتها عن السبب فأخبرتها أن اليوم مميز للغاية، سوف نحتفل بعد قليل بعيد ميلاد شخص أحبه.
أخذت الأميرة تفكر وعندما نظرت إلى التقويم صاحت بفرح واحتضنت والدتها الملكة وقالت : أنه يوم ميلادي، هل سأدرس اليوم أيضا؟
ابتسمت الملكة وقالت: لا لقد منحتك المعلمة اليوم راحة من الدرس، لكني طلبت منها أن تحضر الحفل.
أمنية الأميرة نورا
بعد قليل حضر أصدقاء نورا والمعلمة وجد،
قامت السيدة جمانة بوضع الحلوى وكعكة عيد الميلاد على الطاولة الكبيرة،
لاحقا أعطت الملكة هديتها لنورا، كانت مجموعة قصصية مصورة لنورا عن السندباد وعلاء الدين،
أما والدها فقد أهداها حقيبة جميلة مزخرفة،
عندما أضاءت الملكة شموع عيد الميلاد طلبت من نورا أن تتمنى أمنية ثم تطفئ الشمعات.
ليلا فتحت نورا أحد القصص قبل نومها، طلبت من والدتها الملكة أن تقرأ لها قصة السندباد،
قرأت والدتها أن السندباد كان يسكن في أحد الحواري،
شعرت نورا بالحماسة وتمنت أن تقوم بمغامرات مماثلة وتتجول في الطرقات والمدن بكل حرية،
أخبرتها والدتها أنها مازالت صغيرة وأن المستقبل به العديد من الفرص للقيام بمغامرات ممتعة.
المعلمة وجد والأميرة
في صباح اليوم التالي حضرت معلمتها الأستاذة وجد لتعلمها الكتابة والقراءة والحساب،
سألت الأميرة نورا معلمتها أثناء الدرس عن معنى كلمة حارة،
أجابتها المعلمة أن الحارة عبارة عن شارع ضيق بعض الشئ به العديد من البيوت المتلاصقة.
تعجبت الأميرة نورا وقالت: كنت أعتقد أن جميع البشر يعيشون في قصور ضخمة ولديهم حدائق ذات بهجة مثل حديقتي، لابد أن من يسكنون الحارات تعساء.
_يمكنكم التعرف على: سيارة الإطفاء لولو التي أنقذت سباق السيارات
هل سعادة الأنسان مرتبطة بالمكان؟
ابتسمت المعلمة وسألتها: بالطبع لا يا عزيزتي، مكان البيت ومظهره لا دخل له بالسعادة،
تأتي السعادة من القناعة والرضى وعدم التطلع لما في أيدي الناس،
البيوت الفارهة لا تجلب وحدها السعادة ومن يسكنون الحارات يتميز أغلبهم بالنقاء والطيبة وحب الخير للجميع.
لمعت عيون نورا وقالت في حماسة: أريد أن أتجول في المدينة وأرى الباعة في السوق.
ضحكت المعلمة وجد وقالت: مازلت صغيرة ولا أنصحك بالتجول في المدينة بمفردك.
شعرت نورا بالإحباط لأن المعلمة أيضا تراها صغيرة.
الملك ومغامرة الأميرة نورا

لم تقتنع نورا بحديث المعلمة، عقب انتهاء الدرس ذهبت إلى أبيها الملك وطلبت منه أن يسمح لها بالذهاب في جولة في شوارع المملكة،
بحجة أنها تريد تفقد أحوال الرعية.
ابتسم الملك وقال: أميرتي الصغيرة إن الاهتمام بأحوال الشعب هو مسؤوليتي،
أنت مازلت صغيرة ولن أسمح لكِ الآن بمغادرة القصر، عندما تكبرين يمكنك الخروج والتجول كما تشائين.
اندهشت الاميرة نورا وسألت وقالت: لدي قدمان أستطيع أن أمشي بهما وعينان يمكنني أن أرى بهما الناس والطرق،
ما المانع إذا من القيام بهذه الجولة؟
أجابها الملك: بالطبع لديك قدمان وعينان لكن مازلت صغيرة، عندما تكبرين وقتها تتسع معرفتك وقدراتك،
يمكنك حينها تمييز الجيد والردئ والصواب والخطأ والصالح من الماكر المخادع.
كتب الجغرافيا ومغامرة الأميرة نورا
لم تقتنع الأميرة نورا بكلام والدها وذهبت إلى مكتبة القصر، أخذت تجول بنظرها بين الكتب المرصوصة على الأرفف كأنها تبحث عن شئ ما.
لاحظت انشغالها السيدة جمانة فسألتها: هل تبحثين عن كتاب معين؟
أجابت نورا بسؤال: أي الكتب بها صور وخرائط الممالك والمدن؟
هزت السيدة جمانة رأسها وقالت: كتب الجغرافيا بها كل الخرائط.
سألتها نورا مرة أخرى: هل سأجد بها خريطة للمملكة التي يحكمها أبي؟
أجابتها السيدة جمانة: بالطبع، هل أساعدك وأحضر لك كتاب مخصص لخرائط المملكة؟
نورا: أجل من فضلك لأن الرفوف مرتفعة وأنا أخاف من الصعود على السلم الخشبي.
ابتسمت السيدة جمانة وبحثت عن كتاب الخرائط الخاص بالمملكة وناولته لنورا، التي احتضنت الكتاب وذهبت مسرعة إلى غرفتها.
قلبت نورا في صفحات الكتاب وأحضرت ورقة وحاولت رسم صورة مصغرة للخريطة المملكة،
لكنها لم تتمكن من ذلك، فقررت أن تنزع الخريطة من الكتاب، وبالفعل قامت بقطعها ووضعتها في حقيبتها الصغيرة، ثم أخذت بعض النقود من درجها الخاص.
نورا تستعد للمغامرة
في المساء توجهت إلى مطبخ القصر وأخذت بعض الكعكات ووضعتها كذلك في حقيبتها،
ثم تفقدت ملابسها واختارت فستان بسيط أصفر اللون،
قررت نورا أن تخالف نصيحة والدها وتذهب في مغامرة لتفقد شوارع المملكة وحواريها بمفردها.
فجرا استيقظت الأميرة نورا ووضعت وسادة طويلة مكانها، لكي تظن السيدة جمانة إذا فتحت الباب،
أنها مازالت نائمة ووضعت على باب غرفتها لافتة مكتوب عليها، ” ممنوع الإزعاج”.
تسلل نورا بمفردها من القصر

توجهت الأميرة نورا إلى الباب الخلفي لحديقة القصر وعندما انشغل الحارس مع سائق عربة المؤن،
تسللت نورا وخرجت من حديقة القصر وتوجهت إلى شوارع المملكة.
سعدت نورا بالطرقات المزدحمة وروائح التوابل والأطعمة الشعبية،
تجولت كذلك في سوق المملكة واشترت قلادة من الخرز الملون لتكون تذكارا لهذه المغامرة.
طوال النهار لاحظ اللص رمان الذي خرج للتو من السجن، أن نورا تتجول بمفردها،
عندما تفقدت حقيبتها شاهد النقود التي معها فقرر أن يحتال عليها ليسرقها منها.
مشت كذلك نورا بين الحارات والشوارع وشاهدت الناس واستمعت إلى أحاديثهم الودية، ليس هذا فحسب بل تبادلت الحديث مع بائعة قبعات الخوص.
أكوام القش ومغامرة الأميرة نورا

على أطراف المملكة شاهدت نورا فتيات يقفزن فوق كومات القش، طلبت منهن بود أن تنضم إليهن فوافقن على الفور.
استمتعت نورا كثيرا وتعرفت على الفتيات وطلبت منهن أن يزرنها في القصر،
بعد ذلك ودعت نورا أصدقاءها الجدد و قررت أن تعود إلى القصر وتخبر والدتها ووالدها والسيدة جمانة عن مغامرتها الممتعة،
تفقدت نورا الخريطة ووجدت أنها ابتعدت كثيرا، لهذا عزمت نورا أن تعود إلى القصر بأحد العربات التي تجرها الخيول .
رمان يحتال لسرقة الأميرة نورا

انتظرت نورا على الطريق بمفردها، لهذا انتهز اللص رمان الفرصة واقترب من نورا،
ثم سألها: هل تعرفين طريق النافورة السحرية التي تحقق الأمنيات؟
تعجبت نورا وقالت: لا اعتقد أن المملكة بها نافورة سحرية، لم تذكر الخريطة ذلك.
ضحك اللص رمان وقال بمكر شديد: لا تظهر الأماكن السحرية على الخريطة،
لكني أثق أنها في وسط الغابة، سوف أذهب إلى هناك لكي أتمنى أمنية، هل تودين مرافقتي؟
في البداية ترددت نورا وأخبرته أنها تريد فقط استئجار عربة تجرها الخيول للعودة إلى والديها،
ابتسم اللص بخباثة وقال لها: أنتِ محظوظة للغاية أنا أمتلك عربة تجرها الأحصنة،
ما رأيك أن نذهب سويا إلى النافورة السحرية، ثم بعد ذلك أوصلك إلى أهلك؟
وافقت نورا على أمل أن يصدق الرجل ويقوم بتوصيلها.
قلق على الأميرة نورا

في القصر دخلت الملكة غرفة الأميرة نورا عندما أخبرتها السيدة جومانة بوجود اللافتة،
اعتقدت الملكة أن الأميرة الصغيرة مريضة لهذا ذهبت لتتفقد حالها، عندما رفعت الغطاء برفق تفاجأت بوجود الوسادة،
في البداية اعتقدت أن هذه مزحة من الأميرة وأنها تختبئ وحسب في خزانة ملابسها،
بعد ذلك شعرت بالقلق و طلبت من السيدة جمانة تفتيش الحجرة والقصر والحديقة،
تيقنت الملكة أن الأميرة الصغيرة غادرت القصر بمفردها،
لهذا ذهبت على الفور إلى الملك وأخبرته باختفاء نورا، استاء من تصرف الأميرة المتهور، وأيقن أنها تتجول في المملكة وشوارعها، وخشى من فقدها.
البحث عن الأميرة الصغيرة
طلب الملك من الحراس الإسراع في تفتيش الشارع والسوق بحثا عن الأميرة الصغيرة.
انطلق الحراس بخيولهم وسألوا المارة عن فتاة صغيرة في السابعة من عمرها بنية الشعر.
أخبرتهم بائعة قبعات الخوص أن الفتاة اشترت منها قبعة منذ ساعة تقريبا،
ثم أخبرتهم بائعة الورد أنها رأت الفتاة كانت تسير مع رجل مريب باتجاه الغابة.
بسرعة تحرك الحراس ناحية الغابة بحثا عن الأميرة التي اختفت تماما.
رمان يسرق حقيبة نورا

تعبت الأميرة من المشي خلف اللص رمان وسألته: أين النافورة السحرية؟
نظر رمان هنا وهناك وعندما تأكد من خلو الغابة من العابرين، أخرج سكينا من جيبه وطلب من الأميرة أن تعطيه حقيبتها،
خافت الأميرة عندما رأت السكين وأعطته الحقيبة، رأى اللص القرط الذهبي الذي ترتديه الأميرة نورا فطلب منها أن تخلعه في هدوء.
سرق اللص حقيبة نورا وقرطها وهرب وسط الاشجار.
نورا تشعر بالبرد والضياع

جلست نورا بمفردها تبكي بين الأشجار، ولا تعرف كيف تتصرف كانت تشعر بالضياع والجوع،
لأن اللص أخذ الحقيبة وبداخلها نقودها والخريطة والكعكات،
بعض قليل هطلت الأمطار بغزارة فابتلت ملابسها، شعرت الأميرة بالبرد الشديد،
تمنت نورا أن تعود إلى القصر مرة أخرى وندمت أنها لم تنصت لنصيحة والدتها ووالدها والمعلمة وجد، لاحقا سمعت نورا صوت خيول وفرسان فأخذت تصيح بأعلى صوت: “أنقذوني”.
سمع الفرسان صوت استغاثة نورا قادم من وسط الأشجار فأسرعوا لنجدتها،
عادت نورا إلى قصر أبيها الملك سالمة، هناك وجدت والدها حزينا للغاية و والدتها الملكة تبكي بشدة،
انتهاء مغامرة الأميرة نورا

تأسفت نورا لوالديها على تهورها وطلبت منهم الصفح وأخبرتهم عن اللص الذي سرق حقيبتها وقرطها،
طلب منها رئيس الحرس أن تصف اللص،
بالفعل وصفت نورا شكل الرجل الذي سرقها وقامت برسمه في لوحة، تطابق الوصف مع اللص رمان،
داهمت القوات منزل رمان اللص، وهناك وجدوا حقيبة الأميرة وقرطها الذهبي و خريطة المملكة.
على الفور أمر الملك بوضع اللص رمان في السجن، سعد الملك والملكة بعودة الأميرة الصغيرة،
تأسفت نورا لوالدها لأنها نزعت الخريطة من الكتاب وقررت أن تشتري كتابا آخر وتضعه في مكتبة القصر.
في الختام
صغاري الأعزاء لا تخرجوا من المنزل بدون أذن الوالدين،
إياكم والتحدث مع الغرباء سواء أكان خارج البيت أو على مواقع التواصل، فهناك العديد من المتسولين والمحتالين.
يمكنكم طلب المساعدة إذا ضللتم الطريق من رجال الشرطة،
تجنبوا التصميم على رأيكم، لأنكم مازلتم صغار واستمعوا لنصائح ذويكم دون عناد.
إذا كنتم بالخارج وضعتم بسبب الزحام من الوالدين ، أنصحكم بالبقاء في نفس المكان إلى أن يعودوا إليكم.
دمتم بكل ود.
أسماء خشبة
يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا
تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا