زهره حبيب
في قديم الزمان، كان هناك قوم طيبون يعيشون في أرض واسعة، لكنهم كانوا يعانون من ظلم عدو قوي اسمه جالوت.
كان جالوت رجلاً ضخم الجثة، قوي البنية، وكان يقود جيشاً كبيراً يخيف الناس ويأخذ منهم أراضيهم.
اجتمع أهل القرية وذهبوا إلى نبيهم، النبي الذي ذهب إليه القوم هو نبي الله شمويل (عليه السلام)، وهو المعروف في الكتب السماوية باسم صموئيل.

اختيار طالوت ملكاً
كان بنو إسرائيل يعانون من ظلم جالوت وجيشه، فطلبوا من النبي شمويل أن يعين لهم ملكاً يقودهم في القتال.
وقالوا بحزن:
“نريد قائداً شجاعاً ليقودنا ضد جالوت، فقد ظلمنا كثيراً!”
ابتسم النبي وقال لهم:
“لقد اختار الله لكم قائداً قوياً وعادلًا، إنه طالوت.”
تعجب الناس وقال أحدهم:
“لكن طالوت ليس غنياً، كيف يكون ملكاً علينا؟”
فقال النبي بحكمة:
“الله اختاره لأنه قوي في جسمه وعقله، وليس المال هو الذي يجعل الإنسان ملكاً عظيماً!”
اقتنع الناس في النهاية، وخرجوا مع طالوت في جيش كبير لمحاربة جالوت.
وطالوت هو سبط بنيامين ابن نبي الله يعقوب عليهم السلام.

الاختبار في الطريق
قبل الوصول إلى ساحة المعركة، اختبرهم طالوت ليرى من هو الصبور والقوي بينهم.
شعر الجنود بالتعب والعطش. مرّ الجيش بنهر، ابتسم بعضهم وقال:
“ما أجمله! لنشرب حتى نرتوي!”
لكن طالوت وقف أمامهم وقال بحزم: “لا تشربوا منه إلا القليل، فمن شرب كثيراً فلن يكون معنا في القتال.”
نظر الجنود إلى الماء بحيرة، لكن البعض لم يستطع المقاومة وشرب كثيراً حتى امتلأت بطونهم. وبعد قليل، شعروا بالكسل والتعب.
أما القلة التي شربت قليلًا، فظلوا نشيطين وأقوياء.
نظر طالوت إلى جيشه وقال:
“الآن أعرف من هم الجنود الصابرون حقاً!
اقرأ ايضا: قصة موسى وأمواج الامان النبي الذي تحدى فرعون
المعركة وبطل صغير
عندما وصل الجيش إلى ساحة المعركة، رأى الجنود جالوت الضخم العملاق، وكان يضحك بصوت عالٍ وقال بسخرية:
“من يجرؤ على مواجهتي؟ لا أحد يستطيع هزيمتي!”
فشعروا بالخوف وتراجعوا ثم قالوا: “كيف سنهزمه؟”

لكن بينهم كان هناك فتى صغير اسمه داوود، وكان مؤمناً بالله وشجاعاً.
قال داوود لطالوت بحماس وشجاعة: “أنا سأواجه جالوت!”
اقرأ ايضا: النبي موسى في قصر فرعون
تعجب الجميع، كيف لفتى صغير أن يواجه ذلك العملاق؟
ضحك الجنود وقال أحدهم:
“لكنك صغير يا داوود، كيف ستهزم ذلك العملاق؟”
ابتسم داوود بثقة وقال:
“القوة ليست بالحجم، بل بالإيمان بالله والذكاء!”
لكن داوود كان ذكياً، ولم يكن بحاجة إلى سيف أو درع، بل حمل مقلاعه (أداة لرمي الحجارة) واختار حجراً صغيراً قوياً.
ثم قال بصوت هادئ:
“يا الله، كن معي!”

الانتصار في المعركة
عندما تقدم جالوت بقوته الهائلة، رمى داوود الحجر بقوة وإيمان، فأصاب رأس جالوت، صرخ جالوت وسقط العملاق على الأرض مهزوماً، وسط دهشة الجميع!
هتف الجنود بسعادة:
“لقد انتصرنا! داوود هزم جالوت!”

فرح طالوت وقال لداوود:
“أنت شجاع وذكي، لقد أثبت أن الإيمان والقوة الحقيقية ليست في السلاح، بل في الأيمان بالله!”
فرح الجيش، وانتصروا في المعركة، وأصبح داوود بطلاً عظيماً. وكافأه الله بأن جعله ملكاً حكيماً فيما بعد.
النهاية
العبرة من القصة:
الشجاعة والإيمان بالله أقوى من أي سلاح.
الطاعة والانضباط ضروريان للنجاح.
لا يجب أن نحكم على الناس بمظهرهم أو مالهم، بل بأفعالهم وأخلاقهم.

يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا