قصة هشام يكره المدرسة

هشام تلميذ في الصف الأول الابتدائي، في أحد الأيام عاد إلى منزله والدموع تملأ عينيه احتضنته أمه وقبلته من جبينه وسألته: ما بك يا هشام؟ .أجابها هشام: لا شئ يا أمي.

جذبته أمه برفق ناحيتها مرة أخرى وقالت: أكل هذا التجهم وراءه لا شئ؟ أنت تعرف أنني لا أطيق أن أراك حزينا هيا أخبرني الآن.

ثم داعبت شعره ودغدغته فابتسم، فصاحت الأم: الحمد لله أخيرا ظهرت ابتسامة، هل لي بطلب بابتسامة أخرى من حبيبي هشام؟

ابتسم هشام وارتمى في حضن والدته وتنهد.

قصة هشام يكره المدرسة وطابور الصباح

ثم قال: لم أعد أحب المدرسة يا أمي أكرهها من كل قلبي كل شئ فيها صعب ومخيف.

تعجبت الأم: تكرهها من كل قلبك وصعب ومخيف!

مازلت في الصف الأول يا صغيري هشام، لمَ كل هذه المشاعر السلبية تجاه المدرسة؟

هشام: أكره طابور الصباح وأخاف من صوت الإذاعة المدرسية العالي وكثرة الصياح ،كما أنني بعد انتهاء الطابور أخاف أن يدفعني الأولاد أثناء صعود الدرج فاقع واشعر بالحرج.

الأم: الطابور يعلمك الانضباط وتمارينه تعطيك النشاط، كما أن الإذاعة المدرسية فرصة لاكتشاف مواهب التلاميذ وتنميتها.

قصة هشام يكره المدرسة والتطعيم

هشام: ليس الطابور فحسب، اليوم بعد انتهاء طابور الصباح فوجئنا بوجود  المشرفة الصحية في الصف، وقالت: اصطفوا وهيا بنا، اعتقدت أنها ستعطينا بعض النصائح الخاصة بتقليم الأظافر وغسل الأسنان، لكني علمت أن اليوم مخصص للتطعيم وأنا أخاف من وخز الإبر كما تعلمين، فأخذت أبكي وأصرخ إلى أن أخذت التطعيم.

الأم: أخبرني هل آلمتك إبرة التطعيم؟

هشام: صراحة لم أشعر بها، كانت سهلة للغاية لكني كنت خائفا.

الأم: عزيزي التطعيم يقي من الأمراض الخطيرة، لذا فهو هام للغاية، والحمد لله لم تؤلمك الإبرة، هل سبب كرهك للمدرسة هو طابور الصباح و التطعيم المفاجئ؟

هشام: لا يا أمي، بل الوحش الكبير.

الأم: أي وحش يا هشام؟

هشام ومادة اللغة الإنجليزية 

هشام:  مادة اللغة الإنجليزية هي السبب الرئيسي في كرهي للمدرسة فهي صعبة ومعقدة.

الأم: ما سبب كرهك للغة الإنجليزية؟

هشام: أشياء كثيرة الكلمات صعبة والمعلمة تتحدث دوما  معنا باللغة الإنجليزية، وأنا لا أفهم ما تقوله.

الأم: إذا ليست الإنجليزية هي أساس المشكلة، بل الطريقة التي تنتهجها المعلمة في تقديم المعلومات.

:هشام: دائما ما تقول

open your book,  listen to me, and write the words.

الأم: هذه جمل تعليمات لتفتح الكتاب وتسمع ما تقوله ثم تكتب الكلمات في الكراسة.

هشام: لم لا تطلب منا باللغة العربية؟

الأم: لأنها ببساطة حصة اللغة الإنجليزية، كان ينبغي لك أن تستفسر منها عما تجهله،أنت تتصرف بالضبط مثل النحلة توتة

هشام: هل كانت النحلة توتة تخاف من الطابور و التطعيم وتكره اللغة الإنجليزية؟

الأم: ليس تماما، لكنها كانت مثلك تخاف من أي شئ جديد، وتعلن على الفور أنها تكرهه قبل محاول التعرف عليه.

قصة هشام يكره المدرسة والنحلة توتة 

أول يوم لها في جمع الرحيق وقفت على باب الخلية ونظرت إلى البستان الواسع فرأت الزهور اليانعة وكأنها حشرات مفترسة، فشعرت بالخوف والقلق الشديد، لكنها أبصرت زميلاتها قد انْطلقن بهمة ونشاط فطارت بضع خطوات ثم عادت بسرعة البرق تلتقط أنفاسها لأنها رأت فراشة تطير بجوارها، ثم ذهبت إلى كبيرة العاملات وأخبرتها أنها لن تخرج بعد الآن لجمع الرحيق لأنها تكره البستان وتخاف أن تضل الطريق، 

هدأت كبيرة العاملات من روعها وأخبرتها أن الخلية مجتمع مترابط متماسك لابد لكل فرد أن يساهم فيه وأن يقوم بدوره لكي تستقر الخلية وتنجح، كما أخبرتها أن الفراشات لا خوف منهن على الإطلاق، فهُن مثال للرقة وسمو الأخلاق، وطمأنتها أن رحلات جمع الرحيق لها خط سير معلوم واتفاق مرسوم، والجميع يعود إلى الخلية في سلام.

.

بعد أن اطمأنت النحلة توتة انطلقت مرة أخرى اقتربت ببطء من إحدى الأزهار ولمست ورقتها وبعد قليل أمسكتها ثم اطمأنت وابتسمت، لما رأت الزهرة ساكنة وتفوح بالرحيق وآمنة فزال قلقها، وأخذت تجمع في سعادة رحيقها، وأخذت تلقي التحية على الفراشات وكونت معهن صداقات. ولما عادت إلى الخلية أخبرت كبيرة العاملات أنها كانت مخطئة

.بشأن مخاوفها وأن رحلة  البستان شيقة للغاية.

سمع هشام قصة توتة وقرر أن يكون مثلها وبعد تناوله الغداء فتح كتاب اللغة الإنجليزية وأخذ ينظر إلى الصور ويحاول أن يقرأ الكلمات وساعدته أمه واندهشت من قدرته الفائقة على فهم الدروس. واظب هشام على مذاكرة اللغة الإنجليزية وفي التقييم الشهري قام بحل جميع الأسئلة وحصل على العلامة الكاملة. من وقتها أيقن أن كل شئ قد يبدو صعبا لكن بقليل من التروي والفهم يصبح سهلاوبالإمكان.

في الختام

صغاري الأعزاء دائما لا تخافوا من كل ماهو جديد، بل اعلموا أنه فرصة للتعلم ولا تستسلموا إذا واجهتكم صعوبات في المذاكرة وحاولوا عدة مرات فليس هذا بعيب بل العيب أن نستبق الأحكام ونخاف من الأشياء التي نجهلها ولا نحاول فهما. كلما واجهتكم صعوبة أو شئ جديد تذكروا النحلة توتة وهشام.

دمتم بكل ود 

يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا

تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا ل