هيا لنعرف قصة سيارة الإطفاء لولو، التي انطلقت مندفعة في شوارع البلدة، كل من سمع صوت بوقها تنحى ليفسح لها الطريق،
اعتقد الجميع أن هناك حريق ما في مبنى البلدية، إذ أن ألسنة الدخان تصاعدت من هناك،
وهو الأمر الذي دفع بقية العربات للاستغاثة بسيارة الإطفاء التي لبت النداء على الفور.
لولو تصل إلى مبني البلدية

عندما وصلت إلى مبنى البلدية دفعت بخرطومها وسلمها الطويل وأخذت تراقب نوافذ المبنى، لتوجه خرطومها ناحية ألسنة اللهب،
لكنها تفاجأت أن مبنى البلدية في أبهى صورة له فتعجبت، واستدارت لتبحث عن سبب الدخان الكثيف، الذي أفزع جميع سيارات البلدة.
ما إن اقتربت لولو من المبنى، حتى وجدت سوكا سيارة القمامة تقوم بحرق النفايات في صندوقها الكبير.
صاحت لولو وسألتها: لماذا تحرقين القمامة يا سوكا؟
أجابت سوكا: الطريق طويل إلى مكان معالجة النفايات واضطر لأقف ساعات حتى ينتهي فرز الشاحنة،
لهذا قررت أن أتخلص من القمامة وحرقها في صندوقي،
لن انتظر ساعات طويلة وأستطيع قضاء باقي اليوم في متابعة سباق السيارات.
أنت حر مالم تضر
تعجبت لولو و قالت: تصرفك يضر بالمدينة كلها.
فكرت سوكا قليلا وسألتها: ما مدخل المدينة في هذا؟ صندوقي الخاص وأنا راشدة بما يكفي وأفعل ما أراه صائبا، لم أضر أحد يا لولو.
أجابتها لولو: لكن دخان حرق القمامة ضار جدا بالبيئة ويلوثها بشدة ويسبب الأمراض التنفسية.
سعلت سوكا بشدة وحركت مساحات المطر خاصتها لأن الدخان غطى زجاجها الأبيض اللامع،
وصاحت ساعديني يا لولو، أشعر أن صندوق شاحنتي أوشك على الانصهار.
على الفور قامت لولو بإخراج خرطومها الطويل ورش الماء البارد على الشاحنة سوكا.
شكرتها سوكا كثيرا وقررت ألا تحرق القمامة مجدد وتلتزم بتوصيل القمامة إلى مكب النفايات،
لكي يتم تدوير القمامة والتخلص منها بطرق تفيد البيئة.
يمكنكم معرفة قصة: الكتكوت الصغير الذي يتجاهل النصيحة
عودة سيارة الإطفاء لولو إلى مركز الإطفاء
شعرت سيارة الإطفاء لولو بالسعادة وقررت أن تعود إلى مقرها في مركز الإطفاء،
بينما هي في الطريق، إذا بسيارات سباق سريعة تطلق أبواقها بصوت عالٍ جدا، يفوق بمراحل صوت بوق لولو المخصص لكي ينبه بوجود حريق ما.
خافت لولو وابتعدت بسرعة عن منتصف الطريق لكي تفسح المجال لسيارات السباق،
خشت لولو أن تكون هذه السيارات في طريقها لإنجاز مهمة ما.
سيارات السباق تسخر من لولو

ما أن توقفت محركات لولو حتى تجمعت حولها سيارات السباق،
قالت السيارة فيفي نجمة سباق السيارت بتعالي: ما هذا أيتها الضخمة افسحي الطريق نحن في طريقنا للمشاركة في السباق الكبير،
ياللعجب! نجوم لامعة مثلنا في سماء السباقات الدولية تعطلها سيارة إطفاء سخيفة مثلك؟
أما كيكي فأطلقت بوقها وقالت باستخفاف: كومة الخردة الحمراء،
تنحي جانبا بسرعة أنت تقطعين الطريق علينا و تتسببين في تأخيرنا، حجمك كبير للغاية وكدنا نصطدم بك،
كما أن لونك الأحمر مستفز جدا ولا يتلائم مع الموضة والصيحات الحديثة في عالم السيارات،
لو كنت مكانك بهذا الحجم وهذه السلالم الحديدية لَحبست نفسي في مرآبي الخاص وامتنعت عن الخروج.
لولو تشعر بالضيق والحرج

ضحكت جميع السيارات على لولو، التي شعرت بالحرج والحزن وقامت بتغير مسارها،
انعطفت لولو في أحد الطرق الجانبية التي تؤدي إلى الغابة،
سارت ببطء وأخذت الدموع تتساقط من كشافاتها ولم تتبين الطريق،
إلا عندما سمعت صوت محرك السيارة القديمة أولكر،
الذي قال: أيها القادم النعسان تبين طريقك أن تقترب من أنواري الخلفية وأخاف أن تكسرها.
عندما التفت وتحقق اكتشف أنها سيارة الإطفاء لولو،
فقال: نهارك سعيد يا لولو، ألم تلاحظي وجودي، لهذه الدرجة أنت مشغولة؟
صمتت لولو فشعر أولكر أنها تعاني من خطب ما، انتبه أولكر إلى الدموع التي تنساب منها فسألها: ما بك يا لولو؟
أجابت لولو: لا شئ يا أولكر.
أولكر يطيب خاطر لولو
قفز أولكر من مكانه وحرك عجلاته قائلا: بل هناك الكثير، طالما هناك حزن في الصوت ودموع في الكشافات،
هيا أخبري العجوز أولكر عما يزعج أنشط وأسرع سيارة إطفاء في البلدة.
أجابت لولو: قابلت على الطريق مجموعة من السيارات الحديثة المشتركة في السباق الكبير،
طلبوا مني أن أفسح الطريق والنجمة فيفي سخرت من مظهري،
أما النجمة كيكي فقد وصفتني بإنني كومة خردة وبلا فائدة، لهذا تضايقت وشعرت بالاحراج.
هل تتمنى أن تكون مشهورًا مزيفًا؟

أولكر: هؤلاء المغرورات كل ما يهمهن هو الطلاء وكاميرات التصوير والأضواء نجحن في إزعاجك و زعزعة ثقتك بنفسك،
عزيزتي لولو انصتي للعجوز أولكر،
كل منا في هذه الحياة له دور واختلاف الأدوار لا يعني بالضرورة أن هناك دور مهم وآخر لا،
بل يتكامل الجميع ويتعاونوا من أجل حياة سعيدة وآمنة، بدونك تتزايد أخطار الحرائق وترتفع نسبة الضحايا،
أنتِ هامة جدا يا لولو لا تدعي أحدا يقلل من شأنك، يجب ان تثقي بنفسك وقدراتك،
كونك مختلفة هذا دليل على تميزك، ابتسمت لولو وشكرت أولكر على تقديره لها وأخذت تفكر في كلامه.
سيارة الإطفاء لولو تستعيد ثقتها بنفسها

أيقنت أنها ذات قيمة وتلعب دور هام في الحفاظ على سلامة البلدة،
وأن المهم ليس المظهر وأحدث الصيحات، بل الجوهر والدور الإيجابي.
خلال عودتها إلى مركز الأطفاء سمعت صوت استغاثة ونداء عاجل،
فتحت لولو مؤشر جهاز الإستقبال خاصتها فسمعت أن هناك حريق يصعب السيطرة عليه في مضمار السباق،
على الفور أطلقت لولو بوق التنبيه وأسرعت إلى مكان الحريق،
قامت لولو بإلقاء نظرة خاطفة على موقع الحريق وتأكدت أنه ناتج عن تسرب وقود أحد السيارات،
وجدت لولو النيران تتزايد وتمتد إلى أن شبت في الجزء الخلفي من نجمة سيارات السباق فيفي،
لهذا قامت لولو بمُحاصرتها ورش مسحوق الإطفاء عليها، لكي تمنع امتداد النيران إلى باقي السيارات.
بعد ذلك قامت لولو برش الماء فوق السيارة فيفي،
لتعود لامعة من جديد وانقذتها من الحرج الذي شعرت به، بعد أن اكتسى هيكلها بمسحوق الإطفاء.
البطلة لولو تنقذ الجميع

أنقذت لولو الجميع من خطر محقق اعتذرت النجمة سباق السيارات فيفي عن سوء تصرفها مع لولو،
وكذلك كيكي وباقي السيارات اللاتي سخرن من مظهر لولو.
تم استكمال السباق بفضل جهود لولو وتعاملها الذكي وتدخلها السريع في نهاية السباق.
لاحقا تم تكريم الفائزين وتقليدهم الميداليات وأعلنت إدارة حلبة السباق،
أن البطل الحقيقي ونجم السباق الأوحد هو سيارة الإطفاء لولو،
كما تم تسليمها درع السباق وشهادة تقدير ووضع رئيس البلدة الورود على لولو تقديرا لها.
في الختام
تعلمنا قصة سيارة الإطفاء لولو أن المحافظة على البيئة أمر ضروري وحيوي وحرق القمامة خطر يهدد الصحة،
لابد من فرز القمامة والاستفادة منها عن طريق التدوير الآمن.
كل منا له دور في الحياة، لنحرص على تقديم دور إيجابي،
يجب أن نحترم الجميع ولا نقلل من شأن أحد كلنا متميزون.
الاختلاف لا يعني بالضرورة النقص ربما هو دليل على التميز.
يجب أن تثق تماما في ذاتك ولا تسمح لأحد أن يقلل منك أو يشعرك بالنقص.
دمتم بكل ود
أسماء خشبة
يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا
تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا