تعالوا لنعرف عن بهجة كعك العيد في بيت الصغيرة شذى ذات الخمس سنوات، صباح يوم رمضاني دافئ استيقظت شذى على عبقٍ ساحرٍ يفوح من المطبخ، رائحة تملأ القلب بهجة وسعادة حاولت شذى أن تتذكر أين و متى شمت هذه الرائحة من قبل.
رحلة عائلية مليئة بالحب مع بهجة كعك العيد
لم تكن هذه الرائحة سوى بداية لرحلة عائلية مليئة بالحب والمشاركة، حيث اجتمع أفراد أسرتها الصغيرة لصنع كعك العيد، تلك العادة الجميلة التي تضفي على البيوت رونقًا خاصًا، هيا لنعرف كيف قضت شذى اليوم مع أسرتها.
نهضت شذى على الفور لتتبين سبب هذه الرائحة دخلت المطبخ وشاهدت والدتها تقوم بنخل الدقيق وتضع العديد من المكونات على طاولة المطبخ فقالت: صباح الخير يا أمي لماذا تقفين في المطبخ من أول النهار في رمضان تطبخين بعد صلاة الظهر؟
ضحكت أمها وقالت: صباح الورد والياسمين، أنا لا أطبخ بل أقوم بعمل عجينة كعك العيد.
رائحة مميزة وبهجة كعك العيد
شذى: هذه الروائح الجميلة من عجينة الكعك؟
الأم: أجل لأني أضفت بشر قشور البرتقال ومسحوق والفانيليا، هيا يا حلوتي توضأي واغسلي أسنانك و تعالي لتساعديني في عمل الكعك والبسكويت.
تهلل وجه شذى وسألت: هل سنصع البسكويت أيضا؟
أجابت الأم: أجل البسكويت والغريبة و البيتي فور، كل مخبوزات العيد.
قفزت شذى وقالت مرحى لقد اشتقت لاجواء العيد.
نظرت الأم إليها وقالت بعد الانتهاء من عمل الكعك سنخرج سويا.
ملابس جديدة وبهجة كعك العيد

أسرع أحمد ناحية المطبخ وبلهفة سأل والدته: إلى أين سنخرج يا أمي؟
أجابت الأم: سأشتري ملابس العيد لك والأحذية.
فرح أحمد كثيرا لكن شذى قالت بحزن: لم يصل فستاني الذي طلبناه من الإنترنت وأخاف أن يصل بعد العيد.
الأم: لا تقلقي يا شذى لقد اتصلت مندوبة الشركة وأخبرتني أن مندوب التوصيل سيسلم الفستان حتما قبل العيد بمدة كافية.
ابتسمت شذى وقالت: بت أحلم بليلة العيد وأتمنى أن يصل فستاني سأضعه بجواري في السرير وعندما أسمع صوت التكبيرات سأقوم على الفور وارتديه.
أحمد: سأرتدي ملابسي أسرع منك فأنا ولد ولن استغرق وقتا في عمل تسريحة الشعر.
وكأن شذى تذكرت شيئا عندما تحدث أحمد عن تسريحة الشعر فقالت: أريد تسريحة مميزة هذا العيد يا أمي.
الأم: سنتختار سويا تسريحة مناسبة لك من الإنترنت والآن هيا لنقوم بوضع الحشوة في الكعك.
أحمد: هل يمكنني أن أشارك معكم؟
الأم: بالطبع يا أحمد يمكنك وضع المعكة بعد وضع الحشوة في القالب لتظهر الرسمة النهائية لها.
أحمد: هل يمكنني أن استخدم المنقاش بدلا عن القالب؟ لقد علمتني جدتي العام الفائت.
الأم: بالطبع يمكنك ذلك.
أحمد يفتقد جدته
سأل أحمد والدته: متى ستعود جدتي من العمرة؟ فلقد اشتقت لها وأريد أن أزورها في العيد.
مازحته شذى: اشتقت لها أم أنك تريد مصروف العيد منها؟
أحمد: أولا اشتقت لها وثانيا مصروف العيد.
الأم: ستقضي جدتك العيد في العمرة ويمكننا أن نتحدث معها صبيحة يوم العيد عن طريق مكالمة مرئية،
وبخصوص مصروف العيد لا تقلق لقد أعطتني جدتك المصروف وطلبت مني أن اسلمه لكم صبيحة يوم العيد، هيا اسرعوا أمامنا الكثير لنفعله.
الفرق بين الكعك الجاهز والكعك البيتي

سألت شذى والدتها: لماذا لا نشتري الكعك جاهز يا أمي بدلا من تمضية ساعات طويلة في صنعه؟
أجابتها الأم: عمل الكعك في البيت ألذ كما أنه ينشر البهجة والسرور والروائح المميزة في أركان البيت.
قبيل المغرب انتهت الأم من خبز الكعك،
فسأل أحمد: انشغلنا طول النهار بعمل الكعك ماذا سنفطر يا أمي والدي أوشك على العودة من عمله ؟
لم يتبقى على الأذان سوى ساعة واحدة.
شذى تقترح وجبة الإفطار

جلست شذى بجوار الفانوس وأخذت شذى تفكر وقالت: ما رأيكم لو عملنا كشري؟
الأم: الكشري يحتاج لمكونات كثيرة ويستغرق اعداده وقتا طويلا.
فاقترح أحمد: ماذا لو قمنا بتقشير حبات البطاطس وحمرتها أمي في الزيت؟
قالت شذى: البطاطس المحمرة وحدها لن تجعلني أشعر بالشبع.
الأم: لدي أصابع من الكفتة في الديب فريزر ستفي بالغرض.
أحمد: لكنك مرهقة من عمل الكعك يا أمي.
الأم: كله يهون من أجل راحتكم، ثم إن الأمر بسيط أعددتها
وتبلتها مسبقا فقط سأخرج أصابع الكفتة من الفريزر ثم أضعها في صينية مدهونة بالزيت وبعد نصف ساعة إن شاء الله نفطر على ألذ كفتة.
مازح أحمد شذى قائلا: الآن ضمنا شبع شذى.
فقالت: من يسمعك منك يظن أنك لن تقربها.
الأب ينقذ الموقف
ضحكت الأم وقالت: بالهناء والشفاء يا صغاري سأغسل الخضار لأعد السلطة؟
أحمد: سأعد أنا طبق السلطة.
الأم: مازلت صغيرا وأخشى أن تجرحك السكين يمكنك أن تعد المائدة وتصب العصير.
بعد قليل دق جرس الباب ففتح أحمد فإذا والده لدى الباب حاملا أكياس.
حمل أحمد الأكياس عن والده واستقبلته الأم.
وقالت: حمد لله على عودتك سالما، كيف كان يومك في العمل؟
أجابها: كان رائعا أخيرا سلمنا المشروع لم يشغل بالي طوال النهار سوى شئ واحد.
سألته الأم: ما الذي شغل بالك؟
الأب: رأيتك تستعدين لعمل الكعك فعرفت أن اليوم مزدحم للغاية بالنسبة لكِ وخشيت أن يرهقكِ أحمد وشذى.
الأم: كانوا لطفاء للغاية وعاونوني في عمل الكعك والبسكويت وانتهينا الآن والكعك تركته يبرد على طاولة المطبخ.
بهجة كعك العيد والسمك المشوي
الأب: علمت أن الكعك يستغرق وقتا طويلا لهذا أحضرت سمكا مشويا وسلطة طحينة وكنافة جاهزة.
قفزت شذى وقالت: مرحى لنؤجل الكفتة بالبطاطس إلى يوم آخر.
فرحت الأم كثيرا وقالت: لا حرمنا الله منك يا أبا أحمد.
ابتسم الأب وقال: وأدامكم الله في حياتي يا نور حياتي وبهجتها، بعد أن
أبدل ملابسي سأعد طبق السلطة تقديرا مني للمجهود الذي بذلتموه وأكاد أجزم أن كعك هذا العام لا مثيل له فأنا أشم رائحة ذكية للغاية.
رفع أحمد يديه للسماء وقال: يارب ألا تلهيهم الرائحة والكعك اللذيذ عن شراء ملابس العيد خاصتي ليلا.
ضحك الأب والأم وقال الأب: لا تقلق يا أحمد سنخرج لتكتمل سعادتك.
يمكنكم معرفة: قصة فانوس قديم وفانوس جديد
بهجة كعك العيد واهداء الجيران

الأم: أولا أريد منك يا أحمد أن تحضر كيس السكر الناعم وبعض أطباق الفويل.
شذى: لماذا يا أمي؟
الأم: لابد من أن نوزع بعض الكعك والبسكويت على الجيران تهادوا تحابوا.
وجارتنا أم سعيد كبيرة في السن وأبناءها في الخارج لهذا من الود والذوق أن نقدم لها بعض الكعك لئلا تشعر بالوحدة.
أحمد: أنا سأصعد إلى جارتنا أم خالد.
شذى: وأنا سأنزل إلى جارتنا أم مودة.
الأم: وأنا سأصعد إلى جارتنا أم سعيد بعد الإفطار، لأنها كبيرة في السن وأبناءها في الخارج، لهذا من الود والذوق أن نقدم لها بعض الكعك لئلا تشعر بالوحدة.
الأب: سأذهب معك فهي في مقام أمي.
شذى: أبي المهم أن تتم كل هذه الزيارات على وجه السرعة أريد حذاء لامع وبراق مثل السندريلا.
الأب: سنذهب بسرعة الصاروخ ثم مابه الحذاء العادي؟ حذاء السندريلا تنساه دائما في نهاية الحفل على العموم أنتِ أجمل سندريلا في حياتي.
في الختام

نهاية هذا اليوم المليء بالحب والبهجة، أدركت العائلة أن فرحة العيد لا تكمن فقط في المظاهر، بل في اللحظات الجميلة التي يقضونها معًا وفي العادات الأصيلة التي يتوارثونها جيلًا بعد جيل.
فليكن عيدكم مليئًا بالحب والسعادة والتعاون، ولنجعل من بيوتنا واحة للفرح والبهجة.
لا تنسو أصدقائي الكعك والبسكويت ومخبوزات العيد عادة جميلة تملأ البيت بهجة،
ويا حبذا لو قدمنا العون وقت إعدادها وإن كانت المشاركة صعبة يكفي أن نجلس في هدوء ولا نسبب فوضى ونرهق الأم بزيادة.
دمتم بكل ود.
أسماء خشبة.
يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا
تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا