قصة العنزات الثلاث والذئب الشرير، على أطراف الغابة الخضراء الشاسعة، وعلى مقربة من النهر الكبير، عاشت العنزة “سيماز” مع صغارها الثلاثة العنزة الكبيرة “حاز” والوسطى “ماز” والصغرى “كاز”، في بيت جميل تحيط به حديقة جميلة.
خطة الذئب الشرير

عاشت العنزة وصغارها في سعادة وهناء ولم يكن هناك ما يستدعي القلق سوى جارهم الذئب الشرير، الذي كان يجلس طيلة النهار في حديقته المقابلة لمنزل السيدة “سيماز”، وينظر باتجاه منزل العنزات الثلاث ويقول لنفسه: يوما ما سآكل العنزات ثم أسرق ما في البيت من مقتنيات، منزلي بلا أثاث وأنام على الأرض وليس لدي منضدة، سألتزم بخطتي الماكرة ، وأراقب كل من في الدار ليل نهار وعندما تحين اللحظة الحاسمة سأنقض عليهن وأضعهن في بطني الجائعة، وآخذ قطع الأثاث لأزين بها منزلي.
لا تفوتكم متابعة: مغامرة نور وهادي في الفضاء.
تحذيرات العنزة الأم لصغارها

لم ترتاح العنزة “سيماز” لنظرات الذئب و كانت تحذر صغارها من الحديث معه، ليس هذا فحسب بل كانت تغلق الباب عند خروجها للسوق، وتطلب من عنزاتها ألا يفتحن الباب لأيا كان، تجنبا للمخاطر أو أن يسرق محتويات البيت سارق محتال.
العنزة الأم تذهب للتسوق

في أحد الأيام تفقدت العنزة ما في مطبخها من مؤونة ورأت نقصا في الدقيق و الخس والزيت والجزر، فقررت أن تذهب للسوق، فارتدت ملابسها وأمسكت حقيبتها وقبل أن تخرج طلبت من الكبيرة “حاز” أن تهتم بشَقيقتيها وشددت على العنزات الثلاث ألا يقمن بفتح الباب.
لوحة جميلة من تصميم “حاز” “ماز” و”كاز”

عندما انصرفت الأم اقترحت العنزة حاز على ” ماز وكاز” أن يقمن برسم لوحة جميلة لبيتهم الجميل،
قالت الوسطى”ماز” أنا أرسم النهر الكبير وبه الأسماك الملونة.
وقالت الصغرى”كاز”: وأنا أرسم حديقة البيت وسورها الأصفر الذي يشبه قرص الشمس.
أما الكبيرة “حاز” فقالت: وأنا أرسم البيت وبابه الخشبي ونوافذه الجميلة.
وبالفعل أحضرت العنزة “حاز” اللوحة و الألوان وبدأت الشقيقات الثلاث في رسم المكان.
الذئب يقرر تنفيذ خطته الشريرة
على الجهة الأخرى كان الذئب يرقص من شدة الفرح، فلقد رأى العنزة الأم “سيماز” تغادر البيت، وقرر أن هذا هو الوقت المناسب لتنفيذ خطته.
العنزات الثلاث والذئب الشرير وحيلة ماكرة
قال الذئب: حانت اللحظة الحاسمة، أخدع العنزات وأطرق الباب بحجة أنني عامل توصيل وأطلب منهن أن يفتحن الباب، وفور دخولي سأهجم عليهن.
وبالفعل انطلق الذئب باتجاه بيت العنزات وطرق الباب.
“كاز” تريد فتح الباب
سمعت الشقيقات الثلاث صوت الطرق، ففرحت الصغيرة “كاز” وقالت: لقد عادت أمي ومعها الخس اللذيذ والجزر، سأفتح الباب فورا.
لكن الشقيقة الكبرى”حاز” كانت عاقلة و فكرت و قالت لها: إياك أن تفتحي يا “كاز”، إن والدتنا معها المفتاح، ولوعادت لَدخلت البيت دون طرق أو استئذان، فهي يا شقيقتي ربة البيت وصاحبة المكان.
عادت العنزة “كاز” إلى مكانها، لكنها قالت: قد تكون جدتي ومن يدري ربما خالتي أو جارتنا القطة برقوقة، وهي كما تعلمي رقيقة وخلوقة، ولا يليق أن نتركها تنتظر على قارعة الطريق.
ذكرتها العنزة “ماز” بتنبيه أمها بعدم فتح الباب.
العنزات الثلاث والذئب الشرير ومن بالباب؟

لكن القادم عاد للطرق من جديد بلا يأس وكأن قبضة يده من الحديد، فقالت “ماز” لن أفتح الباب، لكني سأسأل الطارق عن اسمه.
اقتربت “ماز” من الباب وقالت: من الطارق؟
أجابها الذئب: أنا عامل التوصيل أحضرت لكن الألعاب والحلوى والفطائر، أسرعي بفتح الباب فالحمل ثقيل.
فرحت “كاز وقالت: أسرعي بفتح الباب يا “حاز”، ألم تسمعي ما قاله ، لقد أحضر لنا ألعابًا وطعاماً.
هنا تنهدت العنزة الكبرى “حاز” وقالت: كيف يحضرها، إذا كنا من الأساس لم نطلبها، لا يا عزيزتي “كاز” لن أفتح الباب، لم نطلب حلوى ولا حتى فطير.
قالت “ماز” بلهفة: ربما طلبتها أمنا.
فردت عليها “حاز”: لو طلبتها أمنا لما ذهبت إلى السوق، سأحرك الستارة وانظر من شباك النافذة.
حاز تكشف حيلة الذئب
عندما رفعت العنزة “حاز” الستارة، شاهدت الذئب الشرير يقف أمام الباب، وأشارت بيدها فأقبلت “ماز” و”كاز” وأبصرتا جارهم الذئب يقف أمام الباب.
العنزات الثلاث والذئب الشرير وخوف ماز وكاز
هنا قالت الوسطى “ماز”: حمدا لله أني لم أفتح الباب لهذا المحتال الخطير، كيف نتصرف ونحن صغار يا أختاي في هذا الموقف الصعب للغاية ستدمع عيناي؟
وقالت كاز: أشعر بالخوف الشديد كما أن ركبتاي تتحركان بمفردهما مثل طبق الهلام.
هنا شجَعتهما أختهما “حاز” وقالت: لا تخافا نحن بأمان طالما لم نفتح باب البيت، ولا داعي للخوف أبدا، ما رأيكما لو لقنت هذا الذئب الشرير درسا قاسيا؟
كاز: وكيف هذا،نحن صغار وضعفاء وهو كبير وقوي وشرير.
قوة وشجاعة العنزة حاز

حاز: بالذكاء نستطيع هزيمة هذا الذئب الشرير، ليس هذا فحسب بل سأترك له أثرا يبقى معه طيلة حياته.
ما رأيكما لو غيرنا لونه وجعلناه باللون الأصفر مثل سياج حديقتنا، لقد أخبرتني أمي أن هذا الطلاء ثابت ويصعب إزالته.
حيلة العنزة “حاز”
أمسكت العنزة “حاز” دلو الطلاء الأصفر وفتحت الشباك ببطء ثم سكبت الطلاء الأصفر على الذئب فانزعج بشدة، وفر هاربا.
العنزات الثلاث تنجو من الذئب

شاهدت العنزة الأم” سيماز” الذئب وهو يقفز يمينا ويسارا وتارة يمسح فروه في العشب فتعجبت من تصرفه وعندما عادت وعلمت بما جرى منه، ذهبت إلى مقر الشرطة، لتبلغ السلطات عن جارها المحتال.
استمع إلى شكواها الكلب “حادي” وأخبرته بتصرف الذئب وما فعله أثناء غيابها،
فغضب بشدة وقال: لم يعد هذا الذئب يحتمل، تردني العديد من الشكاوى بشأن مضايقاته وسرقاته للطعام، لكن هذا الذئب لا يترك أي دليل، سأذهب إليه وأستَجوبه، هيا بنا إلى بيته في الحال.
الكلب ” حادي” يعتقل الذئب الشرير
طرق الكلب “حادي” باب الذئب وعندما فتح نَهرهُ الكلب وقال: ألا تستحي كيف تتربص بِثلاث عنزات صغار، أين الرحمة وحقوق الجار أنطق واعترف بفعلتك ولا داعي للإنكار؟
هنا تلعثم الذئب وأقسم أنه لم يفعل شيئا ولم يذهب ناحية منزل العنزة سيماز وصغارها.
فصاح الكلب: قال ومن أين حصلت على لون الطلاء الأصفر الذي يملأ وجهك ورأسك ويديك؟
فأجابه الذئب دون تفكير: لقد انتهيت للتو من دهن السور الخاص بحديقتي، وكما تعلم الفنان أحيانا يسرح هنا ويشرد هناك.
نهاية الذئب الشرير

هنا ضحك الكلب وقال: كاذب غبي لون سور حديقتك لونه أخضر، ولونك الآن كما أرى أصفر، وأمره أن يرفع قدمه فإذا بها أثر طلاء أصفر ومطابقة تماما للآثار التي شاهدها الذئب أما منزل العنزة “سيماز”.
أخرج الكلب “حادي” الأصفاد من جيبه واعتقل الذئب في الحال، واقتاده إلى السجن.
سيماز تفتخر بصغارها

كما أخبرت العنزة “سيماز” سكان الغابة بما كان ففرح الجميع للتخلص من هذا الذئب الشرير.
كانت العنزة سيماز سعيدة لِنجاة صغارها من الذئب وفخورة بِتصرفهن.
في الختام
صغاري الأعزاء إياكم وفتح باب البيت لأي طارق ولابد من الحذر في التعامل الغرباء.
دمتم بكل ود.
أسماء خشبة.
يمكنكم متابعة قناتنا على تطبيق الواتس من هنا
تابعونا على صفحتنا في فيسبوك من هنا